وجه : الوجه : معروف ، والجمع الوجوه . وحكى الفراء : حي الوجوه وحي الأجوه . قال : ويفعلون ذلك كثيرا في الواو إذا انضمت . وفي الحديث : أنه ذكر فتنا كوجوه البقر أي يشبه بعضها بعضا ; لأن وجوه البقر تتشابه كثيرا ; أراد أنها فتن مشتبهة لا يدرى كيف يؤتى لها . قال ابن السكيت : وعندي أن المراد تأتي نواطح للناس ، ومن ثم قالوا نواطح الدهر لنوائبه . ووجه كل شيء : مستقبله وفي التنزيل العزيز : الزمخشري فأينما تولوا فثم وجه الله ; وفي حديث : أنها لما وعظت أم سلمة عائشة حين خرجت إلى البصرة قالت لها : لو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عارضك ببعض الفلوات ناصة قلوصا من منهل إلى منهل قد وجهت سدافته وتركت عهيداه في حديث طويل ، قولها : وجهت سدافته أي أخذت وجها هتكت سترك فيه ، وقيل : معناه أزلت سدافته ، وهي الحجاب ، من الموضع الذي أمرت أن تلزميه وجعلتها أمامك . القتيبي : ويكون معنى وجهتها أي أزلتها من المكان الذي أمرت بلزومه وجعلتها أمامك .
والوجه : المحيا . وقوله تعالى : فأقم وجهك للدين حنيفا ; أي اتبع الدين القيم ، وأراد فأقيموا وجوهكم يدل على ذلك قوله - عز وجل - بعده : منيبين إليه واتقوه . والمخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والمراد هو والأمة ، والجمع أوجه ووجوه . قال اللحياني : وقد تكون الأوجه للكثير ، وزعم أن في مصحف أبي أوجهكم مكان وجوهكم ، أراه يريد قوله تعالى : فامسحوا بوجوهكم . وقوله - عز وجل - : كل شيء هالك إلا وجهه ; قال : أراد إلا إياه . وفي الحديث : كانت وجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد ; وجه البيت : الحد الذي يكون فيه بابه ، أي كانت أبواب بيوتهم في المسجد ، ولذلك قيل لحد البيت الذي فيه الباب وجه الكعبة . وفي الحديث : الزجاج ; أراد وجوه القلوب ، كحديثه الآخر : لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم أي هواها وإرادتها . وفي حديث لا تختلفوا فتختلف قلوبكم : أبي الدرداء أي ترى له معاني يحتملها فتهاب الإقدام عليه . ووجوه البلد : أشرافه . ويقال : هذا وجه الرأي أي هو الرأي نفسه . والوجه والجهة بمعنى ، والهاء عوض من الواو ، والاسم الوجهة والوجهة ، بكسر الواو وضمها ، والواو تثبت في الأسماء كما قالوا ولدة ، وإنما لا تجتمع مع الهاء في المصادر . واتجه له رأي أي سنح ، وهو افتعل ، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها ، وأبدلت منها التاء وأدغمت ثم بني عليه قولك قعدت تجاهك وتجاهك أي تلقاءك . ووجه الفرس : ما أقبل عليك من الرأس من دون منابت شعر الرأس . وإنه لعبد الوجه ، وحر الوجه ، وإنه لسهل الوجه إذا لم يكن ظاهر الوجنة . ووجه النهار : أوله . وجئتك بوجه نهار أي بأول نهار . كان ذلك على وجه الدهر أي أوله ; وبه يفسره لا تفقه حتى ترى للقرآن وجوها . ويقال : أتيته بوجه نهار ، وشباب نهار ، وصدر نهار ، أي في أوله ; ومنه قوله : ابن الأعرابي
من كان مسرورا بمقتل مالك فليأت نسوتنا بوجه نهار
وقيل في قوله تعالى : وجه النهار واكفروا آخره ; صلاة الصبح ، وقيل : هو أول النهار . ووجه النجم : ما بدا لك منه . ووجه الكلام : السبيل الذي تقصده به . وجاهاه إذا فاخره . ووجوه القوم : سادتهم ، واحدهم وجه ، وكذلك وجهاؤهم ، واحدهم وجيه . وصرف الشيء عن وجهه أي سننه . وجهة الأمر وجهته ووجهته ووجهته : وجهه . الجوهري : الاسم الوجهة والوجهة ، بكسر الواو وضمها . والواو تثبت في الأسماء كما قالوا ولدة ، وإنما لا تجتمع مع الهاء في المصادر . وما له جهة في هذا الأمر ولا وجهة أي لا يبصر وجه أمره كيف يأتي له . والجهة والوجهة جميعا : الموضع الذي تتوجه إليه وتقصده . وضل وجهة أمره أي قصده ; قال :
نبذ الجوار وضل وجهة روقه لما اختللت فؤاده بالمطرد
ويروى : هدية روقه . وخل عن جهته : يريد جهة الطريق . وقلت كذا على جهة كذا ، وفعلت ذلك على جهة العدل وجهة الجور ; والجهة : النحو ، تقول كذا على جهة كذا ، وتقول : رجل أحمر من جهته الحمرة ، وأسود من جهته السواد . والوجهة والوجهة : القبلة وشبهها في كل وجهة أي في كل وجه استقبلته وأخذت فيه . وتجهت إليك أتجه أي توجهت ; لأن أصل التاء فيهما واو . وتوجه إليه : ذهب . قال : قال ابن بري أبو زيد تجه الرجل يتجه تجها . وقال : تجه ، بالفتح ; وأنشد الأصمعي أبو زيد لمرداس بن حصين :
قصرت له القبيلة إذ تجهنا وما ضاقت بشدته ذراعي
يرويه : تجهنا ، والذي أراده اتجهنا ، فحذف ألف الوصل ، وإحدى التاءين ، وقصرت : حبست . والقبيلة : اسم فرسه ، وهي مذكورة في موضعها ، وقيل : القبيلة اسم فرس ; أنشد والأصمعي ابن بري لطفيل :
بنات الغراب والوجيه ولاحق وأعوج تنمي نسبة المتنسب
واتجه له رأي أي سنح ، وهو افتعل ، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها ، وأبدلت منها التاء وأدغمت ثم بني عليه قولك قعدت تجاهك وتجاهك أي تلقاءك . وتجهت إليك أتجه أي توجهت ; لأن أصل التاء فيهما واو . ووجه إليه كذا : أرسله ، ووجهته في حاجة ووجهت وجهي لله وتوجهت نحوك وإليك . ويقال في التحضيض : وجه الحجر وجهة ما له وجهة ووجه ما له ، وإنما رفع ; لأن كل حجر يرمى به فله وجه ; كل ذلك عن اللحياني قال : وقال بعضهم وجه الحجر وجهة وجهة ما له ، ووجها ما له فنصب بوقوع الفعل عليه ، وجعل ما فضلا ، يريد وجه الأمر وجهه ; يضرب مثلا للأمر إذا لم يستقم من جهة أن يوجه له تدبيرا من جهة أخرى ، [ ص: 162 ] وأصل هذا في الحجر يوضع في البناء فلا يستقيم ، فيقلب على وجه آخر فيستقيم . أبو عبيد في باب الأمر بحسن التدبير والنهي عن الخرق : وجه وجه الحجر وجهة ما له ، ويقال : وجهة ما له ، بالرفع ، أي دبر الأمر على وجهه الذي ينبغي ، أن يوجه عليه . وفي حسن التدبير ، يقال : ضرب وجه الأمر وعينه . أبو عبيدة : يقال وجه الحجر جهة ما له ، يقال في موضع الحض على الطلب ; لأن كل حجر يرمى به فله وجه ، فعلى هذا المعنى رفعه ، ومن نصبه فكأنه قال وجه الحجر جهته ، وما فضل ، وموضع المثل ضع كل شيء موضعه . : وجه الحجر جهة ما له وجهة ما له ووجهة ما له ووجهة ما له ووجها ما له ووجه ما له . والمواجهة : المقابلة . والمواجهة : استقبالك الرجل بكلام أو وجه ; قاله ابن الأعرابي الليث . وهو وجاهك ووجاهك وتجاهك وتجاهك أي حذاءك من تلقاء وجهك . واستعمل التجاه اسما وظرفا . وحكى سيبويه اللحياني : داري وجاه دارك ووجاه دارك ووجاه دارك ، وتبدل التاء من كل ذلك . وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - : وكان لعلي - رضوان الله عليه - وجه من الناس حياة فاطمة - رضوان الله عليها - أي جاه وعز ، فقدهما بعدها . والوجاه والتجاه : الوجه الذي تقصده . ولقيه وجاها ومواجهة : قابل وجهه بوجهه . وتواجه المنزلان والرجلان : تقابلا . والوجاه والتجاه : لغتان ، وهما ما استقبل شيء شيئا ، تقول : دار فلان تجاه دار فلان . وفي حديث صلاة الخوف : وطائفة وجاه العدو أي مقابلتهم وحذاءهم ، وتكسر الواو وتضم وفي رواية : تجاه العدو ، والتاء بدل من الواو مثلها في تقاة وتخمة ، وقد تكرر في الحديث : ورجل ذو وجهين إذا لقي بخلاف ما في قلبه . وتقول : توجهوا إليك ووجهوا ، كل يقال غير أن قولك وجهوا إليك على معنى ولوا وجوههم ، والتوجه الفعل اللازم . أبو عبيد : من أمثالهم : أينما أوجه ألق سعدا ; معناه أين أتوجه . وقدم وتقدم وبين وتبين بمعنى واحد . والوجه : الجاه . ورجل موجه ووجيه : ذو جاه وقد وجه وجاهة . وأوجهه : جعل له وجها عند الناس ; وأنشد ابن بري لامرئ القيس :
ونادمت قيصر في ملكه فأوجهني وركبت البريدا
ورجل وجيه : ذو وجاهة . وقد وجه الرجل ، بالضم : صار وجيها أي ذا جاه وقدر . وأوجهه الله أي صيره وجيها . ووجهه السلطان وأوجهه : شرفه . وأوجهته : صادفته وجيها ، وكله من الوجه ; قال المساور بن هند بن قيس بن زهير :
وأرى الغواني بعدما أوجهنني أدبرن ثمت قلن شيخ أعور
ورجل وجه : ذو جاه . وكساء موجه أي ذو وجهين . وأحدب موجه : له حدبتان من خلفه وأمامه ، على التشبيه بذلك . وفي حديث أهل البيت : لا يحبنا الأحدب الموجه ; حكاه الهروي في الغريبين . ووجهت الأرض المطرة : صيرتها وجها واحدا ، كما تقول : تركت الأرض قروا واحدا . ووجهها المطر : قشر وجهها ، وأثر فيه كحرصها ; عن . وفي المثل : أحمق ما يتوجه ، أي لا يحسن أن يأتي الغائط . ابن الأعرابي : فلان ما يتوجه ; يعني أنه إذا أتى الغائط جلس مستدبر الريح فتأتيه الريح بريح خرئه . والتوجه : الإقبال والانهزام . وتوجه الرجل : ولى وكبر ; قال ابن سيده أوس بن حجر :
كعهدك لا ظل الشباب يكنني ولا يفن ممن توجه دالف
ويقال للرجل إذا كبر سنه : قد توجه . : يقال شمط ثم شاخ ثم كبر ثم توجه ثم دلف ثم دب ثم مج ثم ثلب ثم الموت . وعندي امرأة قد أوجهت أي قعدت عن الولادة . ويقال : وجهت الريح الحصى توجيها إذا ساقته ; وأنشد : ابن الأعرابي
توجه أبساط الحقوف التياهر
ويقال : قاد فلان فلانا فوجه أي انقاد واتبع . وشيء موجه إذا جعل على جهة واحدة لا يختلف . اللحياني : نظر فلان بوجيه سوء وبجوه سوء وبجيه سوء . وقال : وجهت فلانا إذا ضربت في وجهه ، فهو موجوه . ويقال : أتى فلان فلانا فأوجهه وأوجأه إذا رده . وجهت فلانا بما كره فأنا أجوهه إذا استقبلته به ; قاله الأصمعي الفراء ، وكأن أصله من الوجه فقلب ، وكذلك الجاه وأصله الوجه . قال الفراء : وسمعت امرأة تقول أخاف أن تجوهني بأكثر من هذا ، أي تستقبلني . قال شمر : أراه مأخوذا من الوجه ; الأزهري : كأنه مقلوب . ويقال : خرج القوم فوجهوا للناس الطريق توجيها إذا وطئوه وسلكوه حتى استبان أثر الطريق لمن يسلكه . وأجهت السماء فهي مجهية إذا أصبحت ، وأجهت لك السبيل أي استبانت . وبيت أجهى : لا ستر عليه . وبيوت جهو بالواو ، وعنز جهواء : لا يستر ذنبها حياءها . وهم وجاه ألف أي زهاء ألف ; عن . ووجه النخلة : غرسها فأمالها قبل الشمال فأقامتها الشمال . والوجيه من الخيل : الذي تخرج يداه معا عند النتاج ، واسم ذلك الفعل التوجيه . ويقال للولد إذا خرجت يداه من الرحم أولا : وجيه ، وإذا خرجت رجلاه أولا : يتن . والوجيه : فرس من خيل العرب نجيب سمي بذلك . والتوجيه في القوائم : كالصدف إلا أنه دونه ، وقيل : التوجيه من الفرس تداني العجايتين وتداني الحافرين والتواء من الرسغين . وفي قوافي الشعر التأسيس والتوجيه والقافية ، وذلك في مثل قوله : ابن الأعرابي
كليني لهم يا أميمة ناصب
فالباء هي القافية ، والألف التي قبل الصاد تأسيس ، والصاد توجيه بين التأسيس والقافية ، وإنما قيل له توجيه ; لأن لك أن تغيره بأي حرف شئت ، واسم الحرف الدخيل . الجوهري : التوجيه هو الحرف الذي بين ألف التأسيس وبين القافية ، قال : ولك أن تغيره بأي حرف شئت كقول امرئ القيس : أني أفر ، مع قوله : جميعا صبر ، واليوم قر ، ولذلك قيل له توجيه ، وغيره يقول : التوجيه اسم لحركاته إذا كان الروي مقيدا . قال : التوجيه هو حركة الحرف الذي قبل الروي المقيد ، وقيل له توجيه ؛ لأنه وجه الحرف الذي قبل الروي [ ص: 163 ] المقيد إليه لا غير ، ولم يحدث عنه حرف لين كما حدث عن الرس والحذو والمجرى والنفاد ، وأما الحرف الذي بين ألف التأسيس والروي فإنه يسمى الدخيل وسمي دخيلا لدخوله بين لازمين ، وتسمى حركته الإشباع ، ابن بري والخليل لا يجيز اختلاف التوجيه ، ويجيز اختلاف الإشباع ، ويرى أن اختلاف التوجيه سناد ، وأبو الحسن بضده يرى اختلاف الإشباع أفحش من اختلاف التوجيه ، إلا أنه يرى اختلافهما بالكسر والضم جائزا ، ويرى الفتح مع الكسر والضم قبيحا في التوجيه والإشباع ، والخليل يستقبحه في التوجيه أشد من استقباحه في الإشباع ، ويراه سنادا بخلاف الإشباع ، والأخفش يجعل اختلاف الإشباع بالفتح والضم أو الكسر سنادا ; قال : وحكاية الجوهري مناقضة لتمثيله ; لأنه حكى أن التوجيه الحرف الذي بين ألف التأسيس والقافية ، ثم مثله بما ليس له ألف تأسيس نحو قوله : أني أفر ، مع قوله : صبر ، واليوم قر . : والتوجيه في قوافي الشعر الحرف الذي قبل الروي في القافية المقيدة ، وقيل : هو أن تضمه وتفتحه ، فإن كسرته فذلك السناد ; هذا قول أهل اللغة ، وتحريره أن تقول : إن التوجيه اختلاف حركة الحرف الذي قبل الروي المقيد كقوله : ابن سيده
وقاتم الأعماق خاوي المخترق
وقوله فيها :
ألف شتى ليس بالراعي الحمق
وقوله مع ذلك :
سرا وقد أون تأوين العقق
قال : والتوجيه أيضا الذي بين حرف الروي المطلق والتأسيس كقوله :
ألا طال هذا الليل وازور جانبه
فالألف تأسيس ، والنون توجيه ، والباء حرف الروي ، والهاء صلة ; وقال الأخفش : التوجيه حركة الحرف الذي إلى جنب الروي المقيد ، لا يجوز مع الفتح غيره نحو :
قد جبر الدين الإله فجبر
التزم الفتح فيها كلها ، ويجوز معها الكسر والضم في قصيدة واحدة كما مثلنا . وقال : أصله من التوجيه ، كأن حرف الروي موجه عندهم أي كأن له وجهين : أحدهما من قبله ، والآخر من بعده ، ألا ترى أنهم استكرهوا اختلاف الحركة من قبله ما دام مقيدا نحو الحمق والعقق والمخترق ؟ كما يستقبحون اختلافها فيه ما دام مطلقا نحو قوله : ابن جني
عجلان ذا زاد وغير مزود
مع قوله فيها :
وبذاك خبرنا الغراب الأسود
وقوله :
عنم يكاد من اللطافة يعقد
فلذلك سميت الحركة قبل الروي المقيد توجيها ، إعلاما أن للروي وجهين في حالين مختلفين ، وذلك أنه إذا كان مقيدا فله وجه يتقدمه ، وإذا كان مطلقا فله وجه يتأخر عنه ، فجرى مجرى الثوب الموجه ونحوه ; قال : وهذا أمثل عندي من قول من قال إنما سمي توجيها لأنه يجوز فيه وجوه من اختلاف الحركات ، لأنه لو كان كذلك لما تشدد الخليل في اختلاف الحركات قبله ، ولما فحش ذلك عنده . والوجيهة : خرزة وقيل : ضرب من الخرز . وبنو وجيهة : بطن .