عرض : العرض : خلاف الطول ، والجمع أعراض عن ، وأنشد : ابن الأعرابي
يطوون أعراض الفجاج الغبر طي أخي التجر برود التجر
وفي الكثير عروض وعراض قال أبو ذؤيب يصف برقا :أمنك برق أبيت الليل أرقبه كأنه في عراض الشام مصباح
إذا ابتدر الناس المكارم بذهم عراضة أخلاق ابن ليلى وطولها
فعال فتى بنى وبنى أبوه فأعرض في المكارم واستطالا
فعرضته في ساق أسمنها فاجتاز بين الحاذ والكعب
سقيا بحيث يهمل المعرض
تقول منه : عرضت الإبل ، وإبل معرضة : سمتها العراض في عرض الفخذ لا في طوله ، يقال منه : عرضت البعير وعرضته تعريضا ، وعرض الشيء عليه يعرضه عرضا : أراه إياه ، وقول ساعدة بن جؤية :وقد كان يوم الليث لو قلت أسوة ومعرضة لو كنت قلت لقابل
. علي وكانوا أهل عز مقدم ومجد إذا ما حوض المجد نائل
.
[ ص: 100 ] أراد : لقد كان لي في هؤلاء القوم الذين هلكوا ما آتسي به ، ولو عرضتهم علي مكان مصيبتي بابني لقبلت ، وأراد : ( ومعرضة علي ) ففصل ، وعرضت البعير على الحوض ، وهذا من المقلوب ، ومعناه عرضت الحوض على البعير ، وعرضت الجارية والمتاع على البيع عرضا ، وعرضت الكتاب ، وعرضت الجند عرض العين : إذا أمررتهم عليك ونظرت ما حالهم ، وقد عرض العارض الجند واعترضوا هم ، ويقال : اعترضت على الدابة : إذا كنت وقت العرض راكبا ، قال : قال ابن بري الجوهري وعرضت بالبعير على الحوض ، وصوابه عرضت البعير ، ورأيت عدة نسخ من الصحاح فلم أجد فيها إلا : وعرضت البعير ، ويحتمل أن يكون الجوهري قال ذلك وأصلح لفظه فيما بعد ، وقد فاته العرض والعرض ، الأخيرة أعلى ، قال يونس : فاته العرض بفتح الراء كما تقول قبض الشيء قبضا ، وقد ألقاه في القبض ، أي : فيما قبضه وقد فاته العرض وهو العطاء والطمع ، قال : عدي بن زيد
وما هذا بأول ما ألاقي من الحدثان والعرض القريب
أي : الطمع القريب ، واعترض الجند على قائدهم ، واعترض الناس : عرضهم واحدا واحدا ، واعترض المتاع ونحوه واعترضه على عينه ، عن ثعلب ، ونظر إليه عرض عين ، عنه أيضا ، أي : اعترضه على عينه ، ورأيته عرض عين ، أي : ظاهرا عن قريب ، وفي حديث حذيفة : ، قال تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير ابن الأثير : أي : توضع عليها وتبسط كما تبسط الحصير ، وقيل : هو من عرض الجند بين يدي السلطان لإظهارهم واختبار أحوالهم ، ويقال : انطلق فلان يتعرض بجمله السوق : إذا عرضه على البيع ، ويقال : تعرض ، أي : أقمه في السوق ، وعارض الشيء بالشيء معارضة : قابله وعارضت كتابي بكتابه ، أي : قابلته ، وفلان يعارضني ، أي : يباريني ، وفي الحديث : جبريل - عليه السلام - كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة ، وإنه عارضه العام مرتين ، قال إن ابن الأثير : أي : كان يدارسه جميع ما نزل من القرآن ، من المعارضة : المقابلة ، وأما الذي في الحديث : ، فهو أن يعترض رجل بفرسه في السباق فيدخل مع الخيل ، ومنه حديث لا جلب ولا جنب ولا اعتراض سراقة : أنه عرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر الفرس ، أي : اعترض به الطريق يمنعهما من المسير ، وأما حديث أبي سعيد : كنت مع خليلي صلى الله عليه وسلم في غزوة إذا رجل يقرب فرسا في عراض القوم ، فمعناه : يسير حذاءهم معارضا لهم ، وأما حديث الحسن بن علي : أنه ذكر عمر فأخذ الحسين في عراض كلامه ، أي : في مثل قوله ومقابله ، وفي الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عارض جنازة أبي طالب ، أي : أتاها معترضا من بعض الطريق ولم يتبعها من منزله ، وعرض من سلعته : عارض بها فأعطى سلعة وأخذ أخرى ، وفي الحديث : ، أي : بيع العرض بالعرض ، وهو بالسكون : المتاع بالمتاع لا نقد فيه ، يقال : أخذت هذه السلعة عرضا : إذا أعطيت في مقابلتها سلعة أخرى ، وعارضه في البيع فعرضه يعرضه عرضا : غبنه ، وعرض له من حقه ثوبا أو متاعا يعرضه عرضا وعرض به : أعطاه إياه مكان حقه ، و ( من ) في قولك : عرضت له من حقه بمعنى البدل ، كقول الله عز وجل : ثلاث فيهن البركة ، منهن البيع إلى أجل والمعارضة ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون ، يقول : لو نشاء لجعلنا بدلكم في الأرض ملائكة ، ويقال : عرضتك ، أي : عوضتك ، والعارض : ما عرض من الأعطية ، قال أبو محمد الفقعسي :
يا ليل أسقاك البريق الوامض هل لك والعارض منك عائض
في هجمة يسئر منها القابض ؟
قاله يخاطب امرأة خطبها إلى نفسها ورغبها في أن تنكحه فقال : هل لك رغبة في مائة من الإبل أو أكثر من ذلك ; لأن الهجمة أولها الأربعون إلى ما زادت يجعلها لها مهرا ، وفيه تقديم وتأخير ، والمعنى : هل لك في مائة من الإبل أو أكثر يسئر منها قابضها الذي يسوقها ، أي : يبقي ; لأنه لا يقدر على سوقها لكثرتها وقوتها ; لأنها تفرق عليه ، ثم قال : والعارض منك عائض ، أي : المعطي بدل بضعك عرضا عائض ، أي : آخذ عوضا منك بالتزويج يكون كفاء لما عرض منك ، ويقال : عضت أعاض : إذا اعتضت عوضا ، وعضت أعوض : إذا عوضت عوضا ، أي : دفعت ، فقوله : عائض من ( عضت ) لا من ( عضت ) ومن روى يغدر أراد يترك من قولهم غادرت الشيء ، قال : والذي في شعره : والعائض منك عائض ، أي : والعوض منك عوض ، كما تقول : الهبة منك هبة ، أي : لها موقع ، ويقال : كان لي على فلان نقد فأعسرته فاعترضت منه ، وإذا طلب قوم عند قوم دما فلم يقيدوهم ، قالوا : نحن نعرض منه فاعترضوا منه ، أي : اقبلوا الدية ، وعرض الفرس في عدوه : مر معترضا ، وعرض العود على الإناء والسيف على فخذه يعرضه عرضا ويعرضه ، قال ابن بري الجوهري : هذه وحدها بالضم ، وفي الحديث : ، أي : تضعونه معروضا عليه ، أي : بالعرض ، وعرض الرمح يعرضه عرضا وعرضه ، قال خمروا آنيتكم ولو بعود تعرضونه عليه النابغة :
لهن عليهم عادة قد عرفنها إذا عرضوا الخطي فوق الكواثب
وعرض الرامي القوس عرضا : إذا أضجعها ثم رمى عنها ، وعرض له عارض من الحمى وغيرها ، وعرضتهم على السيف قتلا ، وعرض الشيء يعرض واعترض : انتصب ومنع وصار عارضا كالخشبة المنتصبة في النهر والطريق ونحوها تمنع السالكين سلوكها ، ويقال : اعترض الشيء دون الشيء ، أي : حال دونه ، واعترض الشيء : تكلفه ، وأعرض لك الشيء من بعيد : بدا وظهر ، وأنشد :
إذا أعرضت داوية مدلهمة وغرد حاديها فرين بها فلقا
أي : بدت ، وعرض له أمر كذا ، أي : ظهر ، وعرضت عليه أمر كذا وعرضت له الشيء ، أي : أظهرته له وأبرزته إليه ، وعرضت الشيء فأعرض ، أي : أظهرته فظهر ، وهذا كقولهم : كببته فأكب وهو من النوادر ، وفي حديث عمر : تدعون أمير المؤمنين وهو معرض لكم ، [ ص: 101 ] هكذا روي بالفتح ، قال الحربي : والصواب بالكسر ، يقال : أعرض الشيء يعرض من بعيد : إذا ظهر ، أي : تدعونه وهو ظاهر لكم ، وفي حديث عثمان بن العاص : أنه رأى رجلا فيه اعتراض ، هو الظهور والدخول في الباطل والامتناع من الحق ، قال ابن الأثير : واعترض فلان الشيء : تكلفه ، والشيء معرض لك : موجود ظاهر لا يمتنع ، وكل مبد عرضه معرض ، قال عمرو بن كلثوم :
وأعرضت اليمامة واشمخرت كأسياف بأيدي مصلتينا
وقال أبو ذؤيب :
بأحسن منها حين قامت فأعرضت تواري الدموع حين جد انحدارها
واعترض له بسهم : أقبل قبله فرماه فقتله ، واعترض عرضه : نحا نحوه ، واعترض الفرس في رسنه ، وتعرض : لم يستقم لقائده ، قال الطرماح :
وأراني المليك رشدي وقد كن ت أخا عنجهية واعتراض
وقال :
تعرضت لم تأل عن قتل لي تعرض المهرة في الطول
والعرض من أحداث الدهر من الموت والمرض ونحو ذلك ، قال : العرض : الأمر يعرض للرجل يبتلى به ، قال الأصمعي اللحياني : والعرض ما عرض للإنسان من أمر يحبسه من مرض أو لصوص ، والعرض : ما يعرض للإنسان من الهموم والأشغال ، يقال : عرض لي يعرض وعرض يعرض لغتان ، والعارضة : واحدة العوارض وهي الحاجات ، والعرض والعارض : الآفة تعرض في الشيء ، وجمع العرض أعراض وعرض له الشك ونحوه من ذلك ، وشبهة عارضة : معترضة في الفؤاد ، وفي حديث علي رضي الله عنه : يقدح الشك في قلبه بأول عارضة من شبهة ، وقد تكون العارضة هنا مصدرا كالعاقبة والعافية ، وأصابه سهم عرض وحجر عرض ، مضاف ، وذلك أن يرمى به غيره عمدا فيصاب هو بتلك الرمية ولم يرد بها ، وإن سقط عليه حجر من غير أن يرمي به أحد فليس بعرض ، والعرض في الفلسفة : ما يوجد في حامله ، ويزول عنه من غير فساد حامله ، ومنه ما لا يزول عنه ، فالزائل منه كأدمة الشحوب وصفرة اللون وحركة المتحرك ، وغير الزائل كسواد القار والسبج والغراب ، وتعرض الشيء : دخله فساد ، وتعرض الحب كذلك ، قال لبيد :
فاقطع لبانة من تعرض وصله ولشر واصل خلة صرامها
وقيل : من تعرض وصله ، أي : تعوج وزاغ ولم يستقم كما يتعرض الرجل في عروض الجبل يمينا وشمالا ، قال امرؤ القيس يذكر الثريا :
إذا ما الثريا في السماء تعرضت تعرض أثناء الوشاح المفصل
أي : لم تستقم في سيرها ومالت كالوشاح المعوج أثناؤه على جارية توشحت به ، وعرض الدنيا : ما كان من مال قل أو كثر ، والعرض : ما نيل من الدنيا ، يقال : ، وهو حديث مروي ، وفي التنزيل : الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا ، قال أبو عبيدة : جميع متاع الدنيا عرض بفتح الراء ، وفي الحديث : ، العرض بالتحريك : متاع الدنيا وحطامها ، وأما العرض بسكون الراء فما خالف الثمنين الدراهم والدنانير من متاع الدنيا وأثاثها ، وجمعه عروض ، فكل عرض داخل في العرض ، وليس كل عرض عرضا ، والعرض : خلاف النقد من المال ، قال ليس الغنى عن كثرة العرض ، إنما الغنى غنى النفس الجوهري : العرض : المتاع ، وكل شيء فهو عرض سوى الدراهم والدنانير فإنهما عين ، قال أبو عبيد : العروض : الأمتعة التي لا يدخلها كيل ولا وزن ولا يكون حيوانا ولا عقارا ، تقول : اشتريت المتاع بعرض ، أي : بمتاع مثله ، وعارضته بمتاع أو دابة أو شيء معارضة : إذا بادلته به ، ورجل عريض مثل فسيق : يتعرض الناس بالشر ، قال :
وأحمق عريض عليه غضاضة تمرس بي من حينه وأنا الرقم
واستعرضه : سأله أن يعرض عليه ما عنده ، واستعرض : يعطي من أقبل ومن أدبر ، يقال : استعرض العرب ، أي : سل من شئت منهم عن كذا وكذا ، واستعرضته ، أي : قلت له : اعرض علي ما عندك ، وعرض الرجل : حسبه ، وقيل : نفسه ، وقيل : خليقته المحمودة ، وقيل : ما يمدح به ويذم ، وفي الحديث : ، قال إن أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ابن الأثير : هو جمع العرض المذكور على اختلاف القول فيه ، قال حسان :
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء
قال ابن الأثير : هذا خاص للنفس ، يقال : أكرمت عنه عرضي ، أي : صنت عنه نفسي ، وفلان نقي العرض ، أي : بريء من أن يشتم أو يعاب ، والجمع أعراض ، وعرض عرضه يعرضه واعترضه : إذا وقع فيه وانتقصه وشتمه أو قاتله أو ساواه في الحسب ، أنشد : ابن الأعرابي
وقوما آخرين تعرضوا لي ولا أجني من الناس اعتراضا
أي : لا أجتني شتما منهم ، ويقال : لا تعرض عرض فلان ، أي : لا تذكره بسوء ، وقيل في قوله شتم فلان عرض فلان : معناه ذكر أسلافه وآباءه بالقبيح ، ذكر ذلك أبو عبيد فأنكر ابن قتيبة أن يكون العرض الأسلاف والآباء ، وقال : العرض نفس الرجل ، وقال في قوله : " يجري من أعراضهم مثل ريح المسك " ، أي : من أنفسهم وأبدانهم ، قال أبو بكر : وليس احتجاجه بهذا الحديث حجة ; لأن الأعراض عند العرب المواضع التي تعرق من الجسد ، ودل على غلطه قول مسكين الدارمي :
رب مهزول سمين عرضه [ ص: 102 ] وسمين الجسم مهزول الحسب
معناه : رب مهزول البدن والجسم كريم الآباء ، وقال اللحياني : العرض عرض الإنسان ذم أو مدح وهو الجسد ، وفي حديث عمر رضي الله عنه للحطيئة : كأني بك عند بعض الملوك تغنيه بأعراض الناس ، أي : تغني بذمهم وذم أسلافهم في شعرك وثلبهم ، قال الشاعر :
ولكن أعراض الكرام مصونة إذا كان أعراض اللئام تفرفر
وقال آخر :
قاتلك الله ! ما أشد علي ك البدل في صون عرضك الجرب !
يريد في صون أسلافك اللئام ، وقال في قول حسان :
فإن أبي ووالده وعرضي
.أراد فإن أبي ووالده وآبائي وأسلافي فأتى بالعموم بعد الخصوص كقوله عز وجل : ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ، أتى بالعموم بعد الخصوص ، وفي حديث أبي ضمضم : ، أي : تصدقت على من ذكرني بما يرجع إلي عيبه ، وقيل : أي : بما يلحقني من الأذى في أسلافي ، ولم يرد إذا أنه تصدق بأسلافه وأحلهم له ، لكنه إذا ذكر آباءه لحقته النقيصة فأحله مما أوصله إليه من الأذى ، وعرض الرجل : حسبه ، ويقال : فلان كريم العرض ، أي : كريم الحسب ، وأعراض الناس : أعراقهم وأحسابهم وأنفسهم ، وفلان ذو عرض إذا كان حسيبا ، وفي الحديث : اللهم إني تصدقت بعرضي على عبادك ، أي : لصاحب الدين أن يذم عرضه ويصفه بسوء القضاء ; لأنه ظالم له بعدما كان محرما منه لا يحل له اقتراضه والطعن عليه ، وقيل : عرضه أن يغلظ له وعقوبته الحبس ، وقيل : معناه : أنه يحل له شكايته منه ، وقيل : معناه أن يقول : يا ظالم أنصفني ; لأنه إذا مطله وهو غني فقد ظلمه ، وقال لي الواجد يحل عقوبته وعرضه ابن قتيبة : عرض الرجل نفسه وبدنه لا غير ، وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : النعمان بن بشير ، أي : احتاط لنفسه ، لا يجوز فيه معنى الآباء والأسلاف ، وفي الحديث : فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، قال كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه ابن الأثير : العرض موضع المدح والذم من الإنسان ، سواء كان في نفسه أو سلفه أو من يلزمه أمره ، وقيل : هو جانبه الذي يصونه من نفسه وحسبه ويحامي عنه أن ينتقص ويثلب ، وقال أبو العباس : إذا ذكر عرض فلان فمعناه أموره التي يرتفع أو يسقط بذكرها من جهتها بحمد أو بذم ; فيجوز أن تكون أمورا يوصف هو بها دون أسلافه ، ويجوز أن تذكر أسلافه لتلحقه النقيصة بعيبهم ، لا خلاف بين أهل اللغة فيه إلا ما ذكره ابن قتيبة من إنكاره أن يكون العرض الأسلاف والآباء ، واحتج أيضا بقول : " أقرض من عرضك ليوم فقرك " ، قال : معناه أقرض من نفسك ، أي : من عابك وذمك فلا تجازه ، واجعله قرضا في ذمته لتستوفيه منه يوم حاجتك في القيامة ، وقول الشاعر : أبي الدرداء
وأدرك ميسور الغنى ومعي عرضي
أي : أفعالي الجميلة ، وقال النابغة :ينبئك ذو عرضهم عني وعالمهم وليس جاهل أمر مثل من علما
والمانع الأرض ذات العرض خشيته حتى تمنع من مرعى مجانيها
ألم تر أن العرض أصبح بطنه نخيلا وزرعا نابتا وفصافصا ؟
فهذا أوان العرض جن ذبابه زنابيره والأزرق المتلمس
لعرض من الأعراض يمسي حمامه ويضحي على أفنانه الغين يهتف
أحب إلى قلبي من الديك رنة وباب إذا ما مال للغلق يصرف
نقاتل ما بين العروض وخثعما أي : ما بين مكة واليمن ، والعروض : الناحية ، يقال : أخذ فلان في عروض ما تعجبني ، أي : في طريق وناحية ، قال التغلبي :
لكل أناس من معد عمارة عروض إليها يلجئون وجانب
فيا راكبا إما عرضت فبلغا نداماي من نجران أن لا تلاقيا
فأبلغ يزيد إن عرضت ومنذرا وعميهما والمستسر المنامسا
مدحنا لها روق الشباب فعارضت جناب الصبا في كاتم السر أعجما
أرقت له حتى إذا ما عروضه تحادت وهاجتها بروق تطيرها
يا رب غابطنا لو كان يعرفكم لاقى مباعدة منكم وحرمانا
رأى عارضا يهوي إلى مشمخرة قد احجم عنها كل شيء يرومها
عريض أريض بات ييعر حوله [ ص: 104 ] وبات يسقينا بطون الثعالب
ما بال زيد لحية العريض
: إذا أجذع العناق والجدي سمي عريضا وعتودا ، وعريض عروض إذا فاته النبت اعترض الشوك بعرض فيه ، والغنم تعرض الشوك : تناول منه وتأكله ، تقول منه : عرضت الشاة الشوك تعرضه ، والإبل تعرض عرضا ، وتعترض : تعلق من الشجر لتأكله ، واعترض البعير الشوك : أكله ، وبعير عروض : يأخذه كذلك ، وقيل : العروض الذي إن فاته الكلأ أكل الشوك ، وعرض البعير يعرض عرضا : أكل الشجر من أعراضه ، قال ابن الأعرابي ثعلب : قال : سمعت أعرابيا حجازيا وباع بعيرا له فقال : يأكل عرضا وشعبا ، الشعب : أن يهتضم الشجر من أعلاه وقد تقدم ، والعريض من الظباء : الذي قد قارب الإثناء ، والعريض عند النضر بن شميل أهل الحجاز خاصة : الخصي ، وجمعه عرضان وعرضان ، ويقال : أعرضت العرضان إذا خصيتها ، وأعرضت العرضان إذا جعلتها للبيع ، ولا يكون العريض إلا ذكرا ، ولقحت الإبل عراضا إذا عارضها فحل من إبل أخرى ، وجاءت المرأة بابن عن معارضة وعراض إذا لم يعرف أبوه ، ويقال للسفيح : هو ابن المعارضة ، والمعارضة : أن يعارض الرجل المرأة فيأتيها بلا نكاح ولا ملك ، والعوارض من الإبل : اللواتي يأكلن العضاه عرضا ، أي : تأكله حيث وجدته ، وقول ابن مقبل :مهاريق فلوج تعرضن تاليا
معناه يعرضهن تال يقرؤهن فقلب ، : يقال ما يعرضك لفلان بفتح الياء وضم الراء ، ولا تقل ما يعرضك بالتشديد ، قال ابن السكيت الفراء : يقال مر بي فلان فما عرضنا له ولا تعرض له ولا تعرض له لغتان جيدتان ويقال : هذه أرض معرضة يستعرضها المال ويعترضها ، أي : هي أرض فيها نبت يرعاه المال إذا مر فيها ، والعرض : الجبل والجمع كالجمع ، وقيل : العرض سفح الجبل وناحيته ، وقيل : هو الموضع الذي يعلى منه الجبل ، قال الشاعر :كما تدهدى من العرض الجلاميد
ويشبه الجيش الكثيف به فيقال : ما هو إلا عرض ، أي : جبل ، وأنشد لرؤبة :إنا إذا قدنا لقوم عرضا لم نبق من بغي الأعادي عضا
فما زال سوطي في قرابي ومحجني وما زلت منه في عروض أذودها
إذا أعرضت للناظرين بدا لهم غفار بأعلى خدها وغفار
فتوسطا عرض السري وصدعا مسجورة متجاورا قلامها
ترى الريش عن عرضه طاميا كعرضك فوق نصال نصالا
يقدمها كل علاة عليان حمراء من معرضات الغربان
وعرضوا المجلس محضا ماهجا
أي : سقوهم لبنا رقيقا ، وفي حديث أبي بكر وأضيافه : ، هو بتخفيف الراء على ما لم يسم فاعله ، ومعناه : أطعموا وقدم لهم الطعام ، وعرض فلان : إذا دام على أكل العريض وهو الإمر ، وتعرض الرفاق : سألهم العراضات ، وتعرضت الرفاق أسألهم ، أي : تصديت لهم أسألهم ، وقال وقد عرضوا فأبوا اللحياني : تعرضت معروفهم ولمعروفهم ، أي : تصديت ، وجعلت فلانا عرضة لكذا ، أي : نصبته له ، والعارضة : الشاة أو البعير يصيبه الداء أو السبع أو الكسر فينحر ، ويقال : بنو فلان لا يأكلون إلا العوارض ، أي : لا ينحرون الإبل إلا من داء يصيبها يعيبهم بذلك ، ويقال : بنو فلان أكالون للعوارض : إذا لم ينحروا إلا ما عرض له مرض أو كسر ؛ خوفا أن يموت فلا ينتفعوا به ، والعرب تعير بأكله ، ومنه الحديث : أنه بعث بدنه مع رجل فقال : إن عرض لها فانحرها ، أي : إن أصابها مرض أو كسر ، قال شمر : ويقال عرضت من إبل فلان عارضة ، أي : مرضت ، وقال بعضهم : عرضت ، قال : وأجوده عرضت ، وأنشد :
إذا عرضت منها كهاة سمينة فلا تهد منها واتشق وتجبجب
وعرضت الناقة ، أي : أصابها كسر أو آفة ، وفي الحديث : لكم في الوظيفة الفريضة ولكم العارض . العارض المريضة ، وقيل : هي التي أصابها كسر ، يقال : عرضت الناقة : إذا أصابها آفة أو كسر ، أي : إنا لا نأخذ ذات العيب فنضر بالصدقة ، وعرضت العارضة تعرض عرضا : ماتت من مرض ، وتقول العرب إذا قرب إليهم لحم : أعبيط أم عارضة ؟ فالعبيط الذي ينحر من غير علة ، والعارضة ما ذكرناه ، وفلانة عرضة للأزواج ، أي : قوية على الزوج ، وفلان عرضة للشر ، أي : قوي عليه ، قال كعب بن زهير :
من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت عرضتها طامس الأعلام مجهول
وتلقى حبالى عرضة للمراجم
ويروى : جبالى ، وفلان عرضة لكذا ، أي : معروض له ، أنشد ثعلب :
طلقتهن وما الطلاق بسنة إن النساء لعرضة التطليق
وإن تتركوا رهط الفدوكس عصبة يتامى أيامى عرضة للقبائل
يعرض حتى ينصب الخيشوما
وذلك إذا عدا عارضا صدره ورأسه مائلا ، والعرض مثقل : السير في جانب ، وهو محمود في الخيل مذموم في الإبل ، ومنه قول حميد :
معترضات غير عرضيات يصبحن في القفر أتاويات
واعرورت العلط العرضي تركضه
وفي حديث عمر وصف فيه نفسه وسياسته وحسن النظر لرعيته فقال رضي الله عنه : إني أضم العتود وألحق القطوف وأزجر العروض ، قال شمر : العروض : العرضية من الإبل الصعبة الرأس الذلول وسطها التي يحمل عليها ، ثم تساق وسط الإبل المحملة ، وإن ركبها رجل مضت به قدما ولا تصرف لراكبها ، قال : إنما أزجر العروض ; لأنها تكون آخر الإبل ، قال ابن الأثير : العروض بالفتح التي تأخذ يمينا وشمالا ولا تلزم المحجة ، يقول : أضربه حتى يعود إلى الطريق ، جعله مثلا لحسن سياسته للأمة ، وتقول : ناقة عروض وفيها عروض وناقة عرضية وفيها عرضية : إذا كانت ريضا لم تذلل ، وقال : ناقة عروض : إذا قبلت بعض الرياضة ولم تستحكم ، وقال ابن السكيت شمر في قول يصف جارية : ابن أحمر
ومنحتها قولي على عرضية علط أداري ضغنها بتودد
ذو نخوة حمارس عرضي
والمعراض بالكسر : سهم يرمى به بلا ريش ولا نصل ، يمضي عرضا فيصيب بعرض العود لا بحده ، وفي حديث عدي قال : ، أراد بالمعراض سهما يرمى به بلا ريش ، وأكثر ما يصيب بعرض عوده دون حده ، والمعرض : المكان الذي يعرض فيه الشيء ، والمعرض : الثوب تعرض فيه الجارية وتجلى فيه ، والألفاظ معاريض المعاني ، من ذلك ; لأنها تجملها ، والعارض : الخد يقال : أخذ الشعر من عارضيه ، قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : أرمي بالمعراض فيخزق ، قال : إن خزق فكل ، وإن أصاب بعرضه فلا تأكل اللحياني : عارضا الوجه وعروضاه جانباه ، والعارضان : شقا الفم ، وقيل : جانبا اللحية ، قال : عدي بن زيد
لا تؤاتيك إن صحوت وإن أج هد في العارضين منك القتير
غراء فرعاء مصقول عوارضها تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت كأنه منهل بالراح معلول
أتذكر يوم تصقل عارضيها بفرع بشامة ، سقي البشام
هزئت مية أن ضاحكتها [ ص: 107 ] فرأت عارض عود قد ثرم
وعارض كجانب العراق أبنت براقا من البراق
العارض : الأسنان ، شبه استواءها باستواء أسفل القربة ، وهو العراق للسير الذي في أسفل القربة ، وأنشد أيضا :
لما رأين دردي وسني وجبهة مثل عراق الشن
مت عليهن ومتن مني
قوله : مت عليهن : أسف على شبابه ، ومتن هن من بغضي ، وقال يصف عجوزا :
تضحك عن مثل عراق الشن
أراد بعراق الشن أنه أجلح ، أي : عن درادر استوت كأنها عراق الشن وهي القربة ، وعارضة الإنسان : صفحتا خديه ، وقولهم : فلان خفيف العارضين يراد به خفة شعر عارضيه ، وفي الحديث : من سعادة المرء خفة عارضيه ، قال ابن الأثير : العارض من اللحية ما ينبت على عرض اللحي فوق الذقن ، وعارضا الإنسان : صفحتا خديه ، وخفتهما كناية عن كثرة الذكر لله تعالى وحركتهما به كذا قال الخطابي ، وقال : قال : فلان خفيف الشفة : إذا كان قليل السؤال للناس ، وقيل : أراد بخفة العارضين خفة اللحية ، قال : وما أراه مناسبا ، وعارضة الوجه : ما يبدو منه ، وعرضا الأنف ، وفي التهذيب : وعرضا أنف الفرس : مبتدأ منحدر قصبته في حافتيه جميعا ، وعارضة الباب : مساك العضادتين من فوق ، محاذية للأسكفة ، وفي حديث ابن السكيت عمرو بن الأهتم قال للزبرقان : إنه لشديد العارضة ، أي : شديد الناحية ذو جلد وصرامة ، ورجل شديد العارضة ، منه على المثل ، وإنه لذو عارضة وعارض ، أي : ذو جلد وصرامة وقدرة على الكلام ، مفوه على المثل أيضا ، وعرض الرجل : صار ذا عارضة ، والعارضة : قوة الكلام وتنقيحه والرأي الجيد ، والعارض : سقائف المحمل ، وعوارض البيت : خشب سقفه المعرضة ، الواحدة عارضة ، وفي حديث عائشة رضي الله عنها : نصبت على باب حجرتي عباءة مقدمه من غزاة خيبر أو تبوك فهتك العرض حتى وقع بالأرض ، حكى ابن الأثير عن الهروي قال : المحدثون يروونه بالضاد وهو بالصاد والسين ، وهو خشبة توضع على البيت عرضا إذا أرادوا تسقيفه ، ثم تلقى عليه أطراف الخشب القصار ، والحديث جاء في سنن أبي داود بالضاد المعجمة ، وشرحه الخطابي في المعالم وفي غريب الحديث بالصاد المهملة ، قال : وقال الراوي : العرص ، وهو غلط ، وقال : هو العرص بالصاد المهملة ، قال : وقد روي بالضاد المعجمة ; لأنه يوضع على البيت عرضا . والعرض : النشاط أو النشيط عن الزمخشري ، وأنشد ابن الأعرابي لأبي محمد الفقعسي :
إن لها لسانيا مهضا على ثنايا القصد أو عرضا
ترد بنا في سمل لم ينضب منها عرضنات عراض الأرنب
عرضنة ليل في العرضنات جنحا
أي : من العرضنات كما يقال رجل من الرجال ، وامرأة عرضنة : ذهبت عرضا من سمنها ، ورجل عرض وامرأة عرضة وعرضن وعرضنة : إذا كان يعترض الناس بالباطل ، ونظرت إلى فلان عرضنة ، أي : بمؤخر عيني ، ويقال في تصغير العرضنى : عريضن ؛ تثبت النون ; لأنها ملحقة ، وتحذف الياء لأنها غير ملحقة ، وقال أبو عمرو : المعارض من الإبل : العلوق ، وهي التي ترأم بأنفها وتمنع درها ، وبعير معارض : إذا لم يستقم في القطار ، والإعراض عن الشيء : الصد عنه ، وأعرض عنه : صد ، وعرض لك الخير يعرض عروضا ، وأعرض : أشرف ، وتعرض معروفه وله : طلبه ، واستعمل التعريض في قوله : كان حذفه أو التعريض لحذفه فسادا في الصنعة ، وعارضه في السير : سار حياله وحاذاه ، وعارضه بما صنعه : كافأه ، وعارض البعير الريح : إذا لم يستقبلها ولم يستدبرها ، وأعرض الناقة على الحوض وعرضها عرضا : سامها أن تشرب وعرض علي سوم عالة : بمعنى قول العامة عرض سابري ، وفي المثل : عرض سابري ; لأنه يشترى بأول عرض ولا يبالغ فيه ، وعرض الشيء يعرض : بدا ، وعرضى : فعلى من الإعراض حكاه ابن جني ، ولقيه عارضا ، أي : باكرا ، وقيل : هو بالغين معجمة ، وعارضات الورد أوله ، قال : سيبويه
كرام ينال الماء قبل شفاههم لهم عارضات الورد شم المناخر
تعرضي مدارجا وسومي تعرض الجوزاء للنجوم
هو أبو القاسم فاستقيمي
ويروى : هذا أبو القاسم ، تعرضي : خذي يمنة ويسرة وتنكبي الثنايا الغلاظ تعرض الجوزاء ; لأن الجوزاء تمر على جنب معارضة ليست بمستقيمة في السماء ، قال لبيد :
أو رجع واشمة أسف نؤورها كففا تعرض فوقهن وشامها
مدخوسة قذفت بالنحض عن عرض
أي : أنها تعترض في مرتعها ، والمدارج : الثنايا الغلاظ ، وعرض لفلان وبه : إذا قال فيه قولا وهو يعيبه ، : يقال عرض لي فلان تعريضا : إذا رحرح بالشيء ولم يبين ، والمعاريض من الكلام : ما عرض به ولم يصرح ، وأعراض الكلام ومعارضه ومعاريضه : كلام يشبه بعضه بعضا في المعاني كالرجل تسأله : هل رأيت فلانا فيكره أن يكذب ، وقد رآه فيقول : إن فلانا ليرى ، ولهذا المعنى قال الأصمعي : ما أحب بمعاريض الكلام حمر النعم ، ولهذا قال عبد الله بن العباس حين اتهمته امرأته في جارية له وقد كان حلف أن لا يقرأ القرآن وهو جنب ، فألحت عليه بأن يقرأ سورة فأنشأ يقول : عبد الله بن رواحة
شهدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا
وتحمله ملائكة شداد ملائكة الإله مسومينا
كما خط عبرانية بيمينه بتيماء حبر ثم عرض أسطرا
ليالينا إذ لا تزال تروعنا معرضة منهن بكر وثيب
لولا ابن حارثة الأمير لقد أغضيت من شتمي على رغمي
إلا كمعرض المحسر بكره عمدا يسببني على الظلم
فلأبغينكم قنا وعوارضا ولأقبلن الخيل لابة ضرغد
كأنها وقد بدا عوارض وفاض من أيديهن فائض
وأدبي في القتام غامض وقطقط حيث يحوض الحائض
والليل بين قنوين رابض بجلهة الوادي قطا نواهض
والعروض : جبل ، قال ساعدة بن جؤية :
ألم نشرهم شفعا وتترك منهم بجنب العروض رمة ومزاحف ؟
علقتها عرضا وعلقت رجلا غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
وإما حبها عرض وإما بشاشة كل علق مستفاد
فأعرضت اليمامة واشمخرت كأسياف بأيدي مصلتينا
أفاطم أعرضي قبل المنايا كفى بالموت هجرا واجتنابا
وقد عارض الشعرى سهيل كأنه قريع هجان عارض الشول جافر
قلائص لا يلقحن إلا يعارة عراضا ولا يشرين إلا غواليا
. . . . . .
. . . . . . . . . . . ونيلت حين نيلت يعارة في عراض
قعدت له وصحبتي بين ضارج وبين تلاع يثلث فالعريض
أصاب قطيات فسال اللوى له فوادي البدي فانتحى لليريض
سيكفيك ضرب القوم لحم معرض وماء قدور في الجفان مشيب
لما رأى أن ليس عنهم مقصر قصر اليمين بكل أبيض مطحر
وعراضة السيتين توبع بريها تأوي طوائفها بعجس عبهر
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة صحيح السرى والعيس تجري عروضها
بتيهاء قفر والمطي كأنها قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها
وروحة دنيا بين حيين رحتها [ ص: 110 ] أسير عسيرا أو عروضا أروضها
أخب ذلولا أو عروضا أروضها
قال : وهكذا روايته في شعره ، ويقال : استعرضت الناقة باللحم فهي مستعرضة ، ويقال : قذفت باللحم ولدست : إذا سمنت ، قال ابن مقبل :
قباء قد لحقت خسيسة سنها واستعرضت ببضيعها المتبتر
أو مائة تجعل أولادها لغوا وعرض المائة الجلمد
إلا ببدرى ذهب خالص كل صباح آخر المسند
وقال الله : قد أعددت جندا هم الأنصار عرضتها اللقاء
عرضتها طامس الأعلام مجهول
قال ابن الأثير : هو من قولهم بعير عرضة للسفر ، أي : قوي عليه ، وقيل : الأصل في العرضة أنه اسم للمفعول المعترض مثل الضحكة ، والهزأة الذي يضحك منه كثيرا ويهزأ به ، فتقول : هذا الغرض عرضة للسهام ، أي : كثيرا ما تعترضه وفلان عرضة للكلام ، أي : كثيرا ما يعترضه كلام الناس فتصير العرضة بمعنى النصب ، كقولك هذا الرجل نصب لكلام الناس ، وهذا الغرض نصب للرماة : كثيرا ما تعترضه ، وكذلك فلان عرضة للشر ، أي : نصب للشر قوي عليه يعترضه كثيرا ، وقولهم : هو له دونه عرضة : إذا كان يتعرض له ، ولفلان عرضة يصرع بها الناس ، وهو ضرب من الحيلة في المصارعة .