صدر : الصدر : أعلى مقدم كل شيء وأوله ، حتى إنهم ليقولون : صدر النهار والليل ، وصدر الشتاء والصيف ، وما أشبه ذلك مذكرا ؛ فأما قول الأعشى :
ويشرق بالقول الذي قد أذعته كما شرقت صدر القناة من الدم
قال : فإن شئت قلت أنث ؛ لأنه أراد القناة ، وإن شئت قلت إن صدر القناة قناة ؛ وعليه قوله : ابن سيدهمشين كما اهتزت رماح تسفهت أعاليها مر الرياح النواسم
لا بد للمصدور من أن يسعلا
المصدور : الذي يشتكي صدره صدر ، فهو مصدور ، يريد : أن من أصيب صدره لا بد له أن يسعل ، يعني أنه يحدث للإنسان حال يتمثل فيه بالشعر ويطيب به نفسه ، ولا يكاد يمتنع منه . وفي حديث : قيل له : الزهري ابن عبيد الله يقول الشعر ، قال : ويستطيع المصدور أن لا ينفث ؟ أي لا يبزق ، شبه الشعر بالنفث لأنهما يخرجان من الفم . وفي حديث عطاء : قيل له : رجل مصدور ينهز قيحا أحدث هو ؟ قال : لا ، يعني يبزق قيحا . وبنات الصدر : خلل عظامه . وصدر يصدر صدرا : شكا صدره ؛ وأنشد :كأنما هو في أحشاء مصدور
وصدر فلان فلانا يصدره صدرا : أصاب صدره . ورجل أصدر : عظيم الصدر ، ومصدر : قوي الصدر شديده ، وكذلك الأسد والذئب . وفي حديث عبد الملك : أتي بأسير مصدر ؛ هو العظيم الصدر . وفرس مصدر : بلغ العرق صدره . والمصدر من الخيل والغنم : الأبيض لبة الصدر ، وقيل : هو من النعاج السوداء الصدر وسائرها أبيض ؛ ونعجة مصدرة . ورجل بعيد الصدر : لا يعطف [ ص: 210 ] وهو على المثل . والتصدر : نصب الصدر في الجلوس . وصدر كتابه : جعل له صدرا ؛ وصدره في المجلس فتصدر . وتصدر الفرس وصدر كلاهما : تقدم الخيل بصدره . وقال : المصدر من الخيل السابق ، ولم يذكر الصدر ؛ ويقال : صدر الفرس إذا جاء قد سبق وبرز بصدره وجاء مصدرا ؛ وقال طفيل الغنوي يصف فرسا : ابن الأعرابيكأنه بعدما صدرن من عرق سيد تمطر جنح الليل مبلول
مصدر لا وسط ولا بالي
وقال أبو سعيد في قوله : بعدما صدرن من عرق أي هرقن صدرا من العرق ولم يستفرغنه كله ؛ وروي عن أنه قال : رواه بعدما صدرن ، على ما لم يسم فاعله أي أصاب العرق صدورهن بعدما عرق ، قال : والأول أجود ؛ وقول ابن الأعرابي يخاطب الفرزدق جريرا :وحسبت خيل بني كليب مصدرا فغرقت حين وقعت في القمقام
كأن العرمس الوجناء فيها عجول خرقت عنها الصدارا
ويوم كصدر الرمح قصرت طوله بليلي فلهاني وما كنت لاهيا
أأن غردت في بطن واد حمامة بكيت ولم يعذرك في الجهل عاذر
تعالين في عبرية تلع الضحى على فنن قد نعمته الصدائر
ودع ذا الهوى قبل القلى ترك ذي الهوى متين القوى خير من الصرم مزدرا
ثم أصدرناهما في وارد صادر ، وهم صواه قد مثل
وليلة قد جعلت الصبح موعدها صدر المطية حتى تعرف السدفا
بأطيب منها إذا ما النجوم أعنقن مثل هوادي الصدر
لقد قلت للنعمان حين لقيته يريد بني حن ببرقة صادر