صحف : الصحيفة : التي يكتب فيها ، والجمع صحائف وصحف وصحف . وفي التنزيل : إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ؛ يعني الكتب المنزلة عليهما صلوات الله على نبينا وعليهما . قال : أما صحائف فعلى بابه وصحف داخل عليه ؛ لأن فعلا في مثل هذا قليل ، وإنما شبهوه بقليب وقلب وقضيب وقضب كأنهم جمعوا صحيفا حين علموا أن الهاء ذاهبة شبهوها بحفرة وحفار حين أجروها مجرى جمد وجماد . قال سيبويه الأزهري : الصحف جمع الصحيفة من النوادر ، وهو أن تجمع فعيلة على فعل ، قال : ومثله سفينة وسفن ، قال : وكان قياسهما صحائف وسفائن . وصحيفة الوجه : بشرة جلده ، وقيل : هي ما أقبل عليك منه ، والجمع صحيف ؛ وقوله :
إذا بدا من وجهك الصحيف
يجوز أن يكون جمع صحيفة التي هي بشرة جلده ويجوز أن يكون أراد بالصحيف الصحيفة . والصحيف : وجه الأرض ، قال : بل مهمه منجرد الصحيف ، وكلاهما على التشبيه بالصحيفة التي يكتب فيها . والمصحف والمصحف : الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين كأنه أصحف ، والكسر والفتح فيه لغة ، قال أبو عبيد : تميم تكسرها وقيس تضمها ، ولم يذكر من يفتحها ، ولا أنها تفتح ، إنما ذلك عن اللحياني عن ، قال الكسائي الأزهري : وإنما سمي المصحف مصحفا ؛ لأنه أصحف أي جعل جامعا للصحف المكتوبة بين الدفتين ، قال الفراء : يقال مصحف ومصحف ، كما يقال مطرف ومطرف ؛ قال : وقوله مصحف من أصحف أي جمعت فيه الصحف وأطرف جعل في طرفيه العلمان ، استثقلت العرب الضمة في حروف فكسرت الميم ، وأصلها الضم ، فمن ضم جاء به على أصله ، ومن كسره فلاستثقاله الضمة ، وكذلك قالوا في المغزل مغزلا ، والأصل مغزل من أغزل أي أدير وفتل ، والمخدع والمجسد ؛ قال أبو زيد : تميم تقول : المغزل والمطرف والمصحف ، وقيس تقول المطرف والمغزل والمصحف . قال [ ص: 204 ] الجوهري : أصحف جمعت فيه الصحف ، وأطرف جعل في طرفيه علمان ، وأجسد أي ألزق بالجسد . قال : صوابه ألصق بالجساد ، وهو الزعفران . وقال ابن بري الجوهري : والصحيفة الكتاب . وفي الحديث : لعيينة بن حصن كتابا ، فلما أخذه ، قال : يا محمد أتراني حاملا إلى قومي كتابا كصحيفة المتلمس ؟ الصحيفة : الكتاب ، والمتلمس : شاعر معروف ، واسمه أنه كتب عبد المسيح بن جرير ، وكان قدم هو وطرفة الشاعر على الملك عمرو بن هند ، فنقم عليهما أمرا فكتب لهما كتابين إلى عامله بالبحرين يأمره بقتلهما ، وقال : إني قد كتبت لكما بجائزة فاجتازا بالحيرة فأعطى المتلمس صحيفته صبيا فقرأها ، فإذا فيها يأمر عامله بقتله فألقاها في الماء ومضى إلى الشام ، وقال لطرفة : افعل مثل فعلي فإن صحيفتك مثل صحيفتي فأبى عليه ومضى إلى عامله فقتله ، فضرب بهما المثل . والمصحف والصحفي : الذي يروي الخطأ عن قراءة الصحف بأشباه الحروف مولدة . والصحفة كالقصعة ، وقال : شبه قصعة مسلنطحة عريضة ، وهي تشبع الخمسة ونحوهم ، والجمع صحاف . وفي التنزيل : ابن سيده يطاف عليهم بصحاف من ذهب ؛ وأنشد :والمكاكيك والصحاف من الفضة والضامرات تحت الرحال