شمل : الشمال : نقيض اليمين ، والجمع أشمل وشمائل وشمل ; قال أبو النجم :
يأتي لها من أيمن وأشمل
وفي التنزيل العزيز : عن اليمين والشمائل وفيه : وعن أيمانهم وعن شمائلهم قال : أي لأغوينهم فيما نهوا عنه ، وقيل أغويهم حتى يكذبوا بأمور الأمم السالفة وبالبعث ، وقيل : معنى وعن أيمانهم وعن شمائلهم أي لأضلنهم فيما يعملون ; لأن الكسب يقال فيه ذلك بما كسبت يداك ، وإن كانت اليدان لم تجنيا شيئا ; وقال الزجاج الأزرق العنبري :طرن انقطاعة أوتار محظربة في أقوس نازعتها أيمن شملا
كأني بفتخاء الجناحين لقوة صيود من العقبان طأطأت شيمالي
أقول لهم يوم أيمانهم تخايلها في الندى الأشمل
في أقوس نازعتها أيمن شملا
وفي الحديث : ; لم يرد به أن شيئا يوضع في يمينه ولا في شماله ، وإنما أراد أن الملك والخلد يجعلان له ، وكل من يجعل له شيء فملكه فقد جعل في يده ، وفي قبضته ، ولما كانت اليد على الشيء سبب الملك له والاستيلاء عليه استعير لذلك ، ومنه قيل : الأمر في يدك أي هو في قبضتك ، ومنه قول الله تعالى : ( بيده الخير ) أي هو له وإليه . وقال عز وجل : أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر القرآن فقال : يعطى صاحبه يوم القيامة الملك بيمينه والخلد بشماله الذي بيده عقدة النكاح يراد به الولي الذي إليه عقده أو أراد الزوج المالك لنكاح المرأة . وشمل به : أخذ به ذات الشمال ; حكاه ; وبه فسر قول ابن الأعرابي زهير :جرت سنحا فقلت لها أجيزي نوى مشمولة فمتى اللقاء ؟
حار وعقت مزنه الريح وان قار به العرض ولم يشمل
زجرت لها طير الشمال فإن تكن هواك الذي تهوى يصبك اجتنابها
رأيت بني العلات لما تضافروا يحوزون سهمي دونهم في الشمائل
كيف ترجو رد المفيض ، وقد أخ خر قدحيك في بياض الشمال
ولم أجعل شئونك بالشمال
أي لم أضعها موضع شؤم ; وقوله :وكنت إذا أنعمت في الناس نعمة سطوت عليها قابضا بشمالكا
ألم تعلما أن الملامة نفعها قليل وما لومي أخي من شماليا
قليل وما لومي أخي من شماليا
[ ص: 136 ] والجمع الشمائل ; قال : البيت ابن بري لعبد يغوث بن وقاص الحارثي ، وقال صخر بن عمرو بن الشريد أخو الخنساء :أبى الشتم أني قد أصابوا كريمتي وأن ليس إهداء الخنى من شماليا
هم قومي ، وقد أنكرت منهم شمائل بدلوها من شمالي
أصب شملا مني العشية إنني على الهول شراب بلحم ملهوج
تلفه نكباء أو شمأل والجمع شمالات وشمائل أيضا ، على غير قياس ، كأنهم جمعوا شمالة مثل حمالة وحمائل ; قال أبو خراش :
تكاد يداه تسلمان رداءه من الجود لما استقبلته الشمائل
ربما أوفيت في علم ترفعن ثوبي شمالات
ثوى مالك ببلاد العدو تسفي عليه رياح الشمل
أهاج عليك الشوق أطلال دمنة بناصفة البردين أو جانب الهجل
أتى أبد من دون حدثان عهدها وجرت عليها كل نافجة شمل
وأفراسنا مثل السعالي أصابها قطار وبلتها بنافجة شمل
ثوى مالك ببلاد العدو تسفي عليه رياح الشمل
مرته الجنوب ، فلما اكفهر حلت عزاليه الشمأل ابن دريد
وعزت الشمأل الرياح وإذ بات كميع الفتاة ملتفعا
لأم تحن به مزا مير الأجانب والأشامل
ودقها لم يشمل
وقول الآخر :وكل قضاء في الهيجاء تحسبها نهيا بقاع زهته الريح مشمولا
صاف بأبطح أضحى وهو مشمول
أي ماء ضربته الشمال ومنه : خمر مشمولة باردة . وشمل الخمر : عرضها للشمال فبردت ، ولذلك قيل في الخمر مشمولة ، وكذلك قيل خمر منحوسة أي عرضت للنحس ، وهو البرد ; قال :كأن مدامة في يوم نحس
ومنه قوله تعالى : في أيام نحسات ; وقول أبي وجزة :مشمولة الأنس مجنوب مواعدها من الهجان الجمال الشطب والقصب
مجنوبة الأنس مشمول مواعدها
ومعناه : أنسها محمود ; لأن الجنوب مع المطر فهي تشتهى للخصب ; وقوله مشمول مواعدها أي ليست مواعدها بمحمودة ; وفسره ، فقال : يذهب أنسها مع الشمال وتذهب مواعدها مع الجنوب ; وقالت ابن الأعرابي ليلى الأخيلية :حباك به ابن عم الصدق لما رآك محارفا ضمن الشمال
تقول : لما رآك لا عنان في يدك حباك بفرس ، والعنان يكون في [ ص: 137 ] الشمال ، تقول كأنك زمن الشمال إذ لا عنان فيه . ويقال : به شمل من جنون أي به فزع كالجنون ; وأنشد :
حملت به في ليلة مشمولة
أي فزعة وقال آخر :فما بي من طيف على أن طيرة إذا خفت ضيما تعتريني كالشمل
قال : كالشمل كالجنون من الفزع . والنار مشمولة إذا هبت عليها ريح الشمال . والشمال : كيس يجعل على ضرع الشاة ، شملها يشملها شملا : شده عليها . والشمال : شبه مخلاة يغشى بها ضرع الشاة إذا ثقل وخص بعضهم به ضرع العنز ، وكذلك النخلة إذا شدت أعذاقها بقطع الأكسية لئلا تنفض ; تقول منه : شمل الشاة يشملها شملا ويشملها ; الكسر عن اللحياني علق عليها الشمال وشده في ضرع الشاة ، وقيل : شمل الناقة علق عليها شمالا ، وأشملها جعل لها شمالا أو اتخذه لها . والشمال : سمة في ضرع الشاة . وشملهم أمر أي غشيهم . واشتمل بثوبه إذا تلفف . وشملهم الأمر يشملهم شملا وشمولا وشملهم يشملهم شملا وشملا وشمولا : عمهم ; قال : ابن قيس الرقيات
كيف نومي على الفراش ولما تشمل الشام غارة شعواء
أي متفرقة . وقال اللحياني : شملهم بالفتح لغة قليلة ; قال الجوهري : ولم يعرفها . وأشملهم شرا : عمهم به وأمر شامل . والمشمل : ثوب يشتمل به واشتمل بالثوب إذا أداره على جسده كله حتى لا تخرج منه يده . واشتمل عليه الأمر : أحاط به . وفي التنزيل العزيز : الأصمعي أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم : . المحكم : والشملة الصماء التي ليس تحتها قميص ولا سراويل ، وكرهت الصلاة فيها ، كما كره أن يصلي في ثوب واحد ويده في جوفه ; قال أنه نهى عن اشتمال الصماء أبو عبيد : اشتمال الصماء هو أن يشتمل بالثوب حتى يجلل به جسده ولا يرفع منه جانبا ، فيكون فيه فرجة تخرج منها يده ، وهو التلفع ، وربما اضطجع فيه على هذه الحالة ; قال أبو عبيد : وأما تفسير الفقهاء فإنهم يقولون هو أن يشتمل بثوب واحد ليس عليه غيره ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه فتبدو منه فرجة ، قال : والفقهاء أعلم بالتأويل في هذا الباب ، وذلك أصح في الكلام ، فمن ذهب إلى هذا التفسير كره التكشف وإبداء العورة ، ومن فسره تفسير أهل اللغة فإنه كره أن يتزمل به شاملا جسده ، مخافة أن يدفع إلى حالة سادة لتنفسه فيهلك ; الجوهري : اشتمال الصماء أن يجلل جسده كله بالكساء أو بالإزار . وفي الحديث : لا يضر أحدكم إذا صلى في بيته شملا أي في ثوب واحد يشمله . المحكم : والشملة كساء دون القطيفة يشتمل به ، وجمعها شمال ; قال :
إذا اغتزلت من بقام الفرير فيا حسن شملتها شملتا
ما رأينا لغراب مثلا إذ بعثناه يجي بالمشمله
غير فند أرسلوه قابسا فثوى حولا وسب العجله
هم قومي وقد أنكرت منهم شمائل بدلوها من شمالي وأنها لحسنة الشمائل
تذب عنه بليف شوذب شمل [ ص: 138 ] يحمي أسرة بين الزور والثفن
أو بشمل شال من خصبة جردت للناس بعد الكمام
وقد تردى من أراط ملحفا منها شماليل وما تلففا
بقو شماليل الهوى أن تبدرا
إنما هي فرقه وطوائفه أي في كل قلب من قلوب هؤلاء فرقة ; وقال في قول الشاعر : ابن السكيتحيوا أمامة واذكروا عهدا مضى قبل التفرق من شماليل النوى
قد يجعل الله بعد العسر ميسرة ويجمع الله بعد الفرقة الشملا
وقد ينعش الله الفتى بعد عثرة وقد يجمع الله الشتيت من الشمل
لعمري ! لقد جاءت رسالة مالك إلى جسد بين العوائد مختبل
وأرسل فيها مالك يستحثها وأشفق من ريب المنون وما وأل
أمالك ما يقدر لك الله تلقه وإن حم ريث من رفيقك أو عجل
وذاك الفراق لا فراق ظعائن لهن بذي القرحى مقام ومرتحل
قال : ما سمعته بالتحريك إلا في هذا البيت . والشمألة : قترة الصائد ; لأنها تخفي من يستتر بها ; قال أبو عمرو الجرمي : ذو الرمة
وبالشمائل من جلان مقتنص رذل الثياب خفي الشخص منزرب
وجناء مقورة الألياط يحسبها من لم يكن قبل راها رأية جملا
حتى يدل عليها خلق أربعة في لازق لحق الأقراب فانشملا
وعمها خالها قوداء شمليل
الشمليل بالكسر : الخفيفة السريعة . وقد شملل شمللة إذا أسرع ; ومنه قول امرئ القيس يصف فرسا :كأني بفتخاء الجناحين لقوة دفوف من العقبان طأطأت شملالي
على عجل منها أطأطيء شملالي
ومعنى طأطأت أي حركت واحتثثت ; قال : رواية ابن بري أبي عمرو شملالي بإضافته إلى ياء المتكلم أي كأني طأطأت شملالي من هذه الناقة بعقاب ، ورواه شملال من غير إضافة إلى الياء أي [ ص: 139 ] كأني بطأطأتي بهذه الفرس طأطأت بعقاب خفيفة في طيرانها ، فشملال على هذا من صفة عقاب الذي تقدره قبل فتخاء تقديره بعقاب فتخاء شملال . وطأطأ فلان فرسه إذا حثها بساقيه ; وقال الأصمعي المرار :وإذا طوطيء طيار طمر
قال أبو عمرو : أراد بقوله أطأطيء شملالي يده الشمال ; والشمال والشملال واحد . وجمل شمل وشملال وشمليل : سريع ; أنشدثعلب :بأوب ضبعي مرح شمل
وأم شملة : كنية الدنيا عن ; وأنشد : ابن الأعرابيمن أم شملة ترمينا بذائفها غرارة زينت منها التهاويل