شرك : الشركة والشركة سواء : مخالطة الشريكين . يقال : اشتركنا بمعنى تشاركنا ، وقد اشترك الرجلان وتشاركا وشارك أحدهما الآخر ; فأما قوله :
على كل نهد القصريين مقلص وجرداء يأبى ربها أن يشاركا
فمعناه أنه يغزو على فرسه ولا يدفعه إلى غيره ، ويشارك يعني يشاركه في الغنيمة . والشريك : المشارك . والشرك : كالشريك ; قال المسيب أو غيره :شركا بماء الذوب يجمعه في طود أيمن في قرى قسر
تطير عدائد الأشراك شفعا ووترا والزعامة للغلام
وشاركنا قريشا في تقاها وفي أحسابها شرك العنان
تشاركن هزلى مخهن قليل
أي عمهن الهزال فاشتركن فيه وفريضة مشتركة : يستوي فيها المقتسمون ، وهي زوج وأم وأخوان لأم وأخوان لأب وأم ، للزوج النصف ، وللأم السدس وللأخوين للأم الثلث ، ويشركهم بنو الأب والأم ; لأن الأب لما سقط سقط حكمه ، وكان كمن لم يكن وصاروا بني أم معا ; وهذا قول زيد . وكان عمر - رضي الله عنه - حكم فيها بأن جعل الثلث للإخوة للأم ولم يجعل للإخوة للأب والأم ، وقالوا له : هب أن أبانا كان [ ص: 68 ] حمارا فأشركنا بقرابة أمنا فأشرك بينهم ، فسميت الفريضة مشركة ومشركة ، وقال الليث : هي المشتركة . وطريق مشترك : يستوي فيه الناس . واسم مشترك : تشترك فيه معان كثيرة كالعين ونحوها فإنه يجمع معاني كثيرة ; وقوله أنشده : ابن الأعرابيولا يستوي المرآن هذا ابن حرة وهذا ابن أخرى ظهرها متشرك
ومشركي كافر بالفرق
أي بالفرقان . وفي الحديث : قال الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل ابن الأثير : يريد به الرياء في العمل فكأنه أشرك في عمله غير الله ومنه قوله تعالى : ولا يشرك بعبادة ربه أحدا . وفي الحديث : حيث جعل ما لا يحلف به محلوفا به كاسم الله الذي يكون به القسم . وفي الحديث : من حلف بغير الله فقد أشرك جعل التطير شركا به في اعتقاد جلب النفع ودفع الضرر وليس الكفر بالله ; لأنه لو كان كفرا لما ذهب بالتوكل . وفي حديث تلبية الجاهلية : لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك . يعنون بالشريك الصنم يريدون أن الصنم وما يملكه ويختص به من الآلات التي تكون عنده وحوله والنذور التي كانوا يتقربون بها إليه كلها ملك لله - عز وجل - فذلك معنى قوله تملكه وما ملك . قال الطيرة شرك ولكن الله يذهبه بالتوكل محمد بن المكرم : اللهم إنا نسألك صحة التوحيد والإخلاص في الإيمان انظر إلى هؤلاء لم ينفعهم طوافهم ولا تلبيتهم ولا قولهم عن الصنم هو لك ولا قولهم تملكه وما ملك مع تسميتهم الصنم شريكا بل حبط عملهم بهذه التسمية ولم يصح لهم التوحيد مع الاستثناء ولا نفعتهم معذرتهم بقولهم : إلا ليقربونا إلى الله زلفى ، وقوله تعالى : وأشركه في أمري : أي اجعله شريكي فيه . ويقال في المصاهرة : رغبنا في شرككم وصهركم أي مشاركتكم في النسب . قال الأزهري : وسمعت بعض العرب يقول : فلان شريك فلان إذا كان متزوجا بابنته أو بأخته وهو الذي تسميه الناس الختن ، قال : وامرأة الرجل شريكته ، وهي جارته ، وزوجها جارها وهذا يدل على أن الشريك جار وأنه أقرب الجيران . وقد شركه في الأمر بالتحريم ، يشركه إذا دخل معه فيه وأشركه معه فيه . أشرك فلان فلانا في البيع إذا أدخله مع نفسه فيه . واشترك الأمر : التبس . والشرك : حبائل الصائد وكذلك ما ينصب للطير ، واحدته شركة وجمعها شرك ، وهي قليلة نادرة . وشرك الصائد : حبالته يرتبك فيها الصيد . وفي الحديث : أي ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى ، ويروى بفتح الشين والراء أي حبائله ومصايده ، واحدتها شركة . وفي حديث أعوذ بك من شر الشيطان وشركه عمر - رضي الله عنه - : كالطير الحذر يرى أن له في كل طريق شركا . وشرك الطريق : جواده . وقيل : هي الطرق التي لا تخفى عليك ولا تستجمع لك فأنت تراها وربما انقطعت غير أنها لا تخفى عليك ، وقيل : هي الطرق التي تختلج والمعنيان متقاربان ، واحدته شركة . : الزم شرك الطريق ، وهي أنساع الطريق ، الواحدة شركة ، وقال غيره : هي أخاديد الطريق ومعناهما واحد ، وهي ما حفرت الدواب بقوائمها في متن الطريق شركة هاهنا وأخرى بجانبها . الأصمعي شمر : أم الطريق معظمه وبنياته أشراكه صغار تتشعب عنه ثم تنقطع . الجوهري : الشركة معظم الطريق ووسطه ، والجمع شرك ; قال : شاهده قول ابن بري الشماخ :إذا شرك الطريق توسمته بخوصاوين في لحج كنين
بالعيس فوق الشرك الرفاض
والكلأ في بني فلان شرك أي طرائق واحدها شراك . وقال أبو حنيفة : إذا لم يكن المرعى متصلا وكان طرائق فهو شرك . والشراك : سير النعل ، والجمع شرك . وأشرك النعل وشركها : جعل لها شراكا والتشريك مثله . ابن بزرج : شركت النعل وشسعت وزمت إذا انقطع كل ذلك منها . وفي الحديث : ; هو أحد سيور النعل التي تكون على وجهها ; قال أنه صلى الظهر حين زالت الشمس وكان الفيء بقدر الشراك ابن الأثير : وقدره هاهنا ليس على معنى التحديد ولكن زوال الشمس لا يبين إلا بأقل ما يرى من الظل ، وكان حينئذ بمكة ، هذا القدر والظل يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة وإنما يبين ذلك في مثل مكة من البلاد التي يقل فيها الظل ، فإذا كان أطول النهار واستوت الشمس فوق الكعبة لم ير لشيء من جوانبها ظل ، فكل بلد يكون أقرب إلى خط الاستواء ومعتدل النهار يكون الظل فيه أقصر ، وكلما بعد عنهما إلى جهة الشمال يكون الظل فيه أطول . ولطم شركي : متتابع . يقال : لطمه لطما شركيا بضم الشين وفتح الراء أي سريعا متتابعا كلطم المنتقش من البعير ; قال أوس بن حجر :وما أنا إلا مستعد كما ترى [ ص: 69 ] أخو شركي الورد غير معتم
إذا عضل سيقت إلينا كأنهم جداية شرك معلمات الحواجب
هل تذكرون غداة شرك وأنتم مثل الرعيل من النعام النافر