خلا : خلا المكان والشيء يخلو خلوا وخلاء وأخلى إذا لم يكن فيه أحد ، ولا شيء فيه ، وهو خال . والخلاء من الأرض : قرار خال . واستخلى : كخلا من باب علا قرنه واستعلاه . ومن قوله تعالى : وإذا رأوا آية يستسخرون ؛ من تذكرة أبي علي . ومكان خلاء : لا أحد به ولا شيء فيه . وأخلى المكان : جعله خاليا . وأخلاه : وجده كذلك . وأخليت أي خلوت ، وأخليت غيري ، يتعدى ولا يتعدى ؛ قال عتي بن مالك العقيلي :
أتيت مع الحداث ليلى فلم أبن فأخليت فاستعجمت عند خلائي
قال : قال ابن بري في أماليه أخليت وجدتها خالية مثل أجبنته وجدته جبانا ، فعلى هذا القول يكون مفعول أخليت محذوفا أي أخليتها . وفي حديث أبو القاسم الزجاجي أم حبيبة : ، قال : وليس من قولهم امرأة مخلية إذا خلت من الزوج . وخلا الرجل وأخلى : وقع في موضع خال لا يزاحم فيه . وفي المثل : الذئب مخليا أسد . والخلاء ممدود : البراز من الأرض . وألفيت فلانا بخلاء من الأرض أي بأرض خالية . وخلت الدار خلاء إذا لم يبق فيها أحد ، وأخلاها الله إخلاء . وخلا لك الشيء وأخلى : بمعنى فرغ ؛ قال قالت له لست لك بمخلية ، أي لم أجدك خاليا من الزوجات غيري معن بن أوس المزني :
أعاذل هل يأتي القبائل حظها من الموت أم أخلى لنا الموت وحدنا
ووجدت الدار مخلية أي خالية ، وقد خلت الدار وأخلت . [ ص: 149 ] ووجدت فلانة مخلية أي خالية . وفي الحديث عن قال : ابن مسعود إذا أدركت من الجمعة ركعة فإذا سلم الإمام فأخل وجهك وضم إليها ركعة ، وإن لم تدرك الركوع فصل أربعا ؛ قال شمر : قوله فأخل وجهك معناه فيما بلغنا استتر بإنسان أو شيء وصل ركعة أخرى ، ويحمل الاستتار على أن لا يراه الناس مصليا ما فاته فيعرفوا تقصيره في الصلاة ، أو لأن الناس إذا فرغوا من الصلاة انتشروا راجعين فأمره أن يستتر بشيء لئلا يمروا بين يديه . قال : ويقال أخل أمرك واخل بأمرك أي تفرد به وتفرغ له . وتخليت : تفرغت . وخلا على بعض الطعام إذا اقتصر عليه . وأخليت عن الطعام أي خلوت عنه . وقال اللحياني : تميم تقول خلا فلان على اللبن وعلى اللحم إذا لم يأكل معه شيئا ولا خلطه به ، قال : وكنانة وقيس يقولون أخلى فلان على اللبن واللحم ؛ قال الراعي :
رعته أشهرا وخلا عليها فطار الني فيها واستغارا
: اخلولى إذا دام على أكل اللبن ، واطلولى حسن كلامه ، واكلولى إذا انهزم . وفي الحديث : ابن الأعرابي ، يعني الماء واللحم أي ينفرد بهما . يقال : خلا وأخلى ، وقيل : يخلو يعتمد ، وأخلى إذا انفرد ؛ ومنه الحديث : فاستخلاه البكاء أي انفرد به ؛ ومنه قولهم : أخلى فلان على شرب اللبن إذا لم يأكل غيره ، قال لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه أبو موسى : قال أبو عمرو هو بالخاء المعجمة وبالحاء لا شيء . واستخلاه مجلسه أي سأله أن يخليه له . وفي حديث : كان أناس يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء ؛ يتخلوا : من الخلاء وهو قضاء الحاجة ، يعني يستحيون أن ينكشفوا عند قضائها تحت السماء . والخلاء ، ممدود : المتوضأ لخلوه . واستخلى الملك فأخلاه وخلا به ، وخلا الرجل بصاحبه وإليه ومعه ؛ عن ابن عباس أبي إسحاق خلوا وخلاء وخلوة ، الأخيرة عن اللحياني : اجتمع معه في خلوة . قال الله تعالى : وإذا خلوا إلى شياطينهم ؛ ويقال : إلى بمعنى مع كما قال تعالى : من أنصاري إلى الله . وأخلى مجلسه ؛ وقيل : الخلاء والخلو المصدر ، والخلوة الاسم . وأخلى به : كخلا ؛ هذه عن اللحياني ، قال : ويصلح أن يكون خلوت به أي سخرت منه . وخلا به : سخر منه . قال الأزهري : وهذا حرف غريب لا أعرفه لغيره ، وأظنه حفظه . وفلان يخلو بفلان إذا خادعه . وقال بعضهم : أخليت بفلان أخلي به إخلاء ، المعنى خلوت به . ويقول الرجل للرجل : اخل معي حتى أكلمك أي كن معي خاليا . وقد استخليت فلانا : قلت له أخلني ؛ قال الجعدي :
وذلك من وقعات المنون فأخلي إليك ولا تعجبي
أي أخلي بأمرك من خلوت . وخلا الرجل يخلو خلوة . وفي حديث الرؤيا : يقال : خلوت به ومعه وإليه وأخليت به إذا انفردت به ، أي كلكم يراه منفردا لنفسه ، كقوله : لا تضارون في رؤيته . وفي حديث أليس كلكم يرى القمر مخليا به ؟ : بهز بن حكيم ؛ أي تستقل به وتنفرد . وحكي عن بعض العرب : تركته مخليا بفلان أي خاليا به . واستخلى به : كخلا ، عنه أيضا ، وخلى بينهما وأخلاه معه . وكنا خلوين أي خاليين . وفي المثل : خلاؤك أقنى لحيائك ؛ أي منزلك إذا خلوت فيه ألزم لحيائك ، وأنت خلي من هذا الأمر أي خال فارغ من الهم ، وهو خلاف الشجي . وفي المثل : ويل للشجي من الخلي ؛ الخلي الذي لا هم له الفارغ ، والجمع خليون وأخلياء . والخلو : كالخلي ، والأنثى خلوة وخلو ؛ أنشد إنهم ليزعمون أنك تنهى عن الغي وتستخلي به : سيبويه
وقائلة خولان فانكح فتاتهم وأكرومة الحيين خلو كما هيا
والجمع أخلاء . قال اللحياني : الوجه في خلو أن لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث وقد ثنى بعضهم وجمع وأنث ، قال : وليس بالوجه . وفي حديث أنس : ؛ الخلو ، بالكسر : الفارغ البال من الهموم ، والخلو أيضا المنفرد ؛ ومنه الحديث : إذا كنت إماما أو خلوا . وحكى أنت خلو من مصيبتي اللحياني أيضا : أنت خلاء من هذا الأمر كخلي ، فمن قال خلي ثنى وجمع وأنث ، ومن قال خلاء لم يثن ولا جمع ولا أنث . وتقول : أنا منك خلاء أي براء ، إذا جعلته مصدرا لم تثن ولم تجمع ، وإذا جعلته اسما على فعيل ثنيت وجمعت وأنثت وقلت أنا خلي منك أي بريء منك . ويقال : هو خلو من هذا الأمر أي خال ، وقيل : أي خارج ، وهما خلو وهم خلو . وقال بعضهم : هما خلوان من هذا الأمر وهم خلاء ، وليس بالوجه . والخالي : العزب الذي لا زوجة له ، وكذلك الأنثى ، بغير هاء ، والجمع أخلاء ؛ قال امرؤ القيس :
ألم ترني أصبي على المرء عرسه وأمنع عرسي أن يزن بها الخالي
وخلى الأمر وتخلى منه وعنه وخالاه : تركه . وخالى فلانا : تركه ؛ قال النابغة الذبياني لزرعة بن عوف ، حين بعث بنو عامر إلى حصن بن فزارة وإلى عيينة بن حصن أن اقطعوا ما بينكم وبين بني أسد ، وألحقوهم ببني كنانة ونحالفكم ، فنحن بنو أبيكم ، وكان عيينة هم بذلك فقال النابغة :
قالت بنو عامر خالوا بني أسد يا بؤس للحرب ضرارا لأقوام
أي تاركوهم ، وهو من ذلك . وفي حديث في قوله تعالى : ابن عمر ليقض علينا ربك ، قال : فخلى عنهم أربعين عاما ثم قال اخسئوا فيها ؛ أي تركهم وأعرض عنهم . وخالاني فلان مخالاة أي خالفني . يقال : خاليته خلاء إذا تركته ؛ وقال :
يأبى البلاء فما يبغي بهم بدلا وما أريد خلاء بعد إحكام
يأبى البلاء أي التجربة ، أي جربناهم فأحمدناهم فلا نخاليهم . والخلية والخلي : ما تعسل فيه النحل من غير ما يعالج لها من العسالات ، وقيل : الخلية ما تعسل فيه النحل من راقود أو طين أو خشبة منقورة ، وقيل : الخلية بيت النحل الذي تعسل فيه ، وقيل : [ ص: 150 ] الخلية ما كان مصنوعا ، وقيل : الخلية والخلي خشبة تنقر فيعسل فيها النحل ؛ قال :
إذا ما تأرت بالخلي ابتنت به شريجين مما تأتري وتتيع
شريجين أي ضربين من العسل . والخلية : أسفل شجرة يقال لها الخزمة كأنه راقود ، وقيل : هو مثل الراقود يعمل لها من طين . وفي الحديث : في خلايا النحل إن فيها العشر . الليث : إذا سويت الخلية من طين فهي كوارة . وفي حديث عمر - رضي الله عنه : أن عاملا له على الطائف كتب إليه أن رجالا من فهم كلموني في خلايا لهم أسلموا عليها وسألوني أن أحميها لهم ؛ الخلايا : جمع خلية وهو الموضع الذي تعسل فيه النحل . والخلية من الإبل : التي خليت للحلب ، وقيل : هي التي عطفت على ولد ، وقيل : هي التي خلت عن ولدها ورئمت ولد غيرها ، وإن لم ترأمه فهي خلية أيضا ، وقيل : هي التي خلت عن ولدها بموت أو نحر فتستدر بولد غيرها ولا ترضعه ، إنما تعطف على حوار تستدر به من غير أن ترضعه ، فسميت خلية لأنها لا ترضع ولدها ولا غيره ؛ وقال اللحياني : الخلية التي تنتج وهي غزيرة فيجر ولدها من تحتها فيجعل تحت أخرى وتخلى هي للحلب وذلك لكرمها . قال الأزهري : ورأيت الخلايا في حلائبهم ، وسمعتهم يقولون : بنو فلان قد خلوا وهم يخلون . والخلية : الناقة تنتج فينحر ولدها ساعة يولد قبل أن تشمه ويدنى منها ولد ناقة كانت ولدت قبلها فتعطف عليه ، ثم ينظر إلى أغزر الناقتين فتجعل خلية ، ولا يكون للحوار منها إلا قدر ما يدرها وتركت الأخرى للحوار يرضعها متى ما شاء وتسمى بسوطا ، وجمعها بسط ، والغزيرة التي يتخلى بلبنها أهلها هي الخلية . أبو بكر : ناقة مخلاء أخليت عن ولدها ؛ قال أعرابي :
عيط الهوادي نيط منها بالحقي أمثال أعدال مزاد المرتوي
من كل مخلاء ومخلاة صفي
والمرتوي : المستقي ، وقيل : الخلية ناقة أو ناقتان أو ثلاث يعطفن على ولد واحد فيدررن عليه فيرضع الولد من واحدة ، ويتخلى أهل البيت لأنفسهم واحدة أو ثنتين يحلبونها . : الخلية الناقة تنتج فينحر ولدها عمدا ليدوم لهم لبنها فتستدر بحوار غيرها ، فإذا درت نحي الحوار واحتلبت ، وربما جمعوا من الخلايا ثلاثا وأربعا على حوار واحد وهو التلسن . وقال ابن الأعرابي : ربما عطفوا ثلاثا وأربعا على فصيل وبأيتهن شاءوا تخلوا . وتخلى خلية : اتخذها لنفسه ؛ ومنه قول ابن شميل خالد بن جعفر بن كلاب يصف فرسا :
أمرت بها الرعاء ليكرموها لها لبن الخلية والصعود
ويروى :
أمرت الراعيين ليكرماها
والخلية من الإبل : المطلقة من عقال . ورفع إلى عمر - رضي الله عنه - رجل وقد قالت له امرأته : شبهني فقال : كأنك ظبية ، كأنك حمامة ! فقالت : لا أرضى حتى تقول خلية طالق ! فقال ذلك ، فقال عمر - رضي الله عنه : خذ بيدها فإنها امرأتك لما لم تكن نيته الطلاق ، وإنما غالطته بلفظ يشبه لفظ الطلاق ؛ قال ابن الأثير : أراد بالخلية هاهنا الناقة تخلى من عقالها ، وطلقت من العقال تطلق طلقا فهي طالق ، وقيل : أراد بالخلية الغزيرة يؤخذ ولدها فيعطف عليه غيرها وتخلى للحي يشربون لبنها ، والطالق : الناقة التي لا خطام لها ، وأرادت هي مخادعته بهذا القول ليلفظ به فيقع عليها الطلاق ، فقال له عمر : خذ بيدها فإنها امرأتك ، ولم يوقع الطلاق لأنه لم ينو الطلاق ، وكان ذلك خداعا منها . وفي حديث أم زرع : في الألفة والرفاء لا في الفرقة والخلاء ، يعني أنه طلقها وأنا لا أطلقك . وقال كنت لك كأبي زرع لأم زرع اللحياني : الخلية كلمة تطلق بها المرأة يقال لها أنت برية وخلية ، كناية عن الطلاق تطلق بها المرأة إذا نوى طلاقا ، فيقال : قد خلت المرأة من زوجها . وقال ابن بزرج : امرأة خلية ونساء خليات لا أزواج لهن ولا أولاد ، وقال : امرأة خلوة وامرأتان خلوتان ونساء خلوات أي عزبات . ورجل خلي وخليان وأخلياء : لا نساء لهم . وفي حديث : الخلية ثلاث ، كان الرجل في الجاهلية يقول لزوجته أنت خلية فكانت تطلق منه ، وهي في الإسلام من كنايات الطلاق فإذا نوى بها الطلاق وقع . ابن عمر : إنه لحلو الخلا إذا كان حسن الكلام ؛ وأنشد أبو العباس أحمد بن يحيى لكثير :
ومحترش ضب العداوة منهمو بحلو الخلا حرش الضباب الخوادع
شمر : المخالاة المبارزة . والمخالاة : أن يتخلوا من الدور ويصيروا إلى الدثور . الليث : خاليت فلانا إذا صارعته ، وكذلك المخالاة في كل أمر ؛ وأنشد : أبو دلامة
ولا يدري الشقي بمن يخالي
قال الأزهري : كأنه إذا صارعه خلا به فلم يستعن واحد منهما بأحد ، وكل واحد منهما يخلو بصاحبه . ويقال : عدو مخال أي ليس له عهد ؛ وقال الجعدي :
غير بدع من الجياد ولا يج نبن إلا على عدو مخالي
وقال بعضهم : خاليت العدو تركت ما بيني وبينه من المواعدة ، وخلا كل واحد منهما من العهد . والخلية : السفينة التي تسير من غير أن يسيرها ملاح ، وقيل : هي التي يتبعها زورق صغير ، وقيل : الخلية العظيمة من السفن ، والجمع خلايا ، قال الأزهري : وهو الصحيح ؛ قال طرفة :
كأن حدوج المالكية غدوة خلايا سفين بالنواصف من دد
وقال الأعشى :
يكب الخلية ذات القلاع وقد كاد جؤجؤها ينحطم
[ ص: 151 ] وخلا الشيء خلوا : مضى . وقوله تعالى : وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ؛ أي مضى وأرسل . والقرون الخالية : هم المواضي . ويقال : خلا قرن فقرن أي مضى . وفي حديث جابر : تزوجت امرأة قد خلا منها ؛ أي كبرت ومضى معظم عمرها ؛ ومنه الحديث : فلما خلا سني ونثرت له ذا بطني ؛ تريد أنها كبرت وأولدت له . وتخلى عن الأمر ومن الأمر : تبرأ . وتخلى : تفرغ . وفي حديث معاوية القشيري : ) ؛ التخلي : التفرغ . يقال : تخلى للعبادة ، وهو تفعل من الخلو ، والمراد التبرؤ من الشرك وعقد القلب على الإيمان . وخلى عن الشيء : أرسله ، وخلى سبيله فهو مخلى عنه ، ورأيته مخليا ؛ قال الشاعر : قلت : يا رسول الله ما آيات الإسلام ؟ قال : ( أن تقول أسلمت وجهي إلى الله وتخليت
ما لي أراك مخليا أين السلاسل والقيود
أغلا الحديد بأرضكم أم ليس يضبطك الحديد
وخلى فلان مكانه إذا مات ؛ قال :
فإن يك عبد الله خلى مكانه فما كان وقافا ولا متنطقا
قال : خلا فلان إذا مات ، وخلا إذا أكل الطيب ، وخلا إذا تعيد ، وخلا إذا تبرأ من ذنب قرف به . ويقال : لا أخلى الله مكانك ، تدعو له بالبقاء . وخلا : كلمة من حروف الاستثناء تجر ما بعدها وتنصبه ، فإذا قلت ما خلا زيدا ، فالنصب لا غير . ابن الأعرابي الليث : يقال ما في الدار أحد خلا زيدا وزيد ، نصب وجر ، فإذا قلت ما خلا زيدا فانصب فإنه قد بين الفعل . قال الجوهري : تقول جاءوني خلا زيدا ، تنصب بها إذا جعلتها فعلا وتضمر فيها الفاعل كأنك قلت خلا من جاءني من زيد ؛ قال : صوابه خلا بعضهم زيدا ، فإذا قلت خلا زيد فجررت ، فهو عند بعض النحويين حرف جر بمنزلة حاشى ، وعند بعضهم مصدر مضاف ، وأما ما خلا فلا يكون بعدها إلا النصب ، تقول جاءوني ما خلا زيدا لأن خلا لا تكون بعد ما إلا صلة لها ، وهي معها مصدر ، كأنك قلت جاءوني خلو زيد أي خلوهم من زيد . قال ابن بري : ما المصدرية لا توصل بحرف الجر ، فدل أن خلا فعل . وتقول : ما أردت مساءتك خلا أني وعظتك ، معناه إلا أني وعظتك ؛ وأنشد : ابن بري
خلا الله لا أرجو سواك وإنما أعد عيالي شعبة من عيالكا
وفي المثل : أنا من هذا الأمر كفالج بن خلاوة ؛ أي بريء خلاء ، وهو مذكور في حرف الجيم . وخلاوة : اسم رجل مشتق من ذلك . وبنو خلاوة : بطن من أشجع ، وهو خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع ؛ قال أبو الربيس التغلبي :
خلاوية إن قلت جودي وجدتها نوار الصبا قطاعة للعلائق
وقال أبو حنيفة : الخلوتان شفرتا النصل ، واحدتهما خلوة . وقولهم : افعل كذا وخلاك ذم أي أعذرت وسقط عنك الذم ؛ قال : عبد الله بن رواحة
فشأنك فانعمي وخلاك ذم ولا أرجع إلى أهل ورائي
وفي حديث علي - رضوان الله عليه : وخلاكم ذم ما لم تشردوا ، هو من ذلك . والخلي : الرطب من النبات ، واحدته خلاة . الجوهري : الخلى الرطب من الحشيش . قال : يقال الخلى الرطب ، بالضم لا غير ، فإذا قلت الرطب من الحشيش فتحت لأنك تريد ضد اليابس ، وقيل : الخلاة كل بقلة قلعتها ، وقد يجمع الخلى على أخلاء ؛ حكاه ابن بري أبو حنيفة . وجاء في المثل : عبد وخلى في يديه ، أي أنه مع عبوديته غني . قال يعقوب : ولا تقل وحلي في يديه . وقال : الخلي الرطب من الحشيش ، وبه سميت المخلاة ، فإذا يبس فهو حشيش ؛ الأصمعي : وقول ابن سيده الأعشى :
وحولي بكر وأشياعها ولست خلاة لمن أوعدن
أي لست بمنزلة الخلاة يأخذها الآخذ كيف شاء بل أنا في عز ومنعة . وفي حديث معتمر : سئل مالك عن عجين يعجن بدردي . فقال : إن كان يسكر فلا ، فحدث به الأصمعي معتمرا فقال : أو كان كما قال :
رأى في كف صاحبه خلاة فتعجبه ويفزعه الجرير
الخلاة : الطائفة من الخلا ، وذلك أن معناه أن الرجل يند بعيره ، فيأخذ بإحدى يديه عشبا وبالأخرى حبلا ، فينظر البعير إليهما فلا يدري ما يصنع ، وذلك أنه أعجبه فتوى مالك وخاف التحريم لاختلاف الناس في المسكر فتوقف وتمثل بالبيت . وأخلت الأرض : كثر خلاها . وأخلى الله الماشية يخليها إخلاء : أنبت لها ما تأكل من الخلى ؛ هذه عن اللحياني . وخلى الخلى خليا واختلاه فانخلى : جزه وقطعه ونزعه ، وقال اللحياني : نزعه . والمخلى : ما خلاه وجزه به . والمخلاة : ما وضعه فيه . وخلى في المخلاة : جمع ؛ عن اللحياني . الليث : الخلى هو الحشيش الذي يحتش من بقول الربيع ، وقد اختليته ، وبه سميت المخلاة ، والواحدة خلاة ، وأعطني مخلاة أخلي فيها . وخليت فرسي إذا حششت عليه الحشيش . وفي حديث تحريم مكة : ؛ الخلى : النبات الرقيق ما دام رطبا . وفي حديث لا يختلى خلاها : كان يختلي لفرسه ؛ أي يقطع لها الخلى . وفي حديث ابن عمر : إذا اختليت في الحرب هام الأكابر ؛ أي قطعت رءوسهم . وخلى البعير والفرس يخليها خليا : جز له الخلى . والسيف يختلي أي يقطع . والمختلون والخالون : الذين يختلون الخلى ويقطعونه . وخلى اللجام عن الفرس يخليه : نزعه . وخلى الفرس خليا : ألقى في فيه اللجام ؛ قال عمرو بن مرة ابن مقبل في خليت الفرس :
تمطيت أخليه اللجام وبذني وشخصي يسامي شخصه وهو طائله
وخلى القدر خليا : ألقى تحتها حطبا . وخلاها أيضا : طرح فيها [ ص: 152 ] اللحم . : أخليت القدر إذا ألقيت تحتها حطبا . وخليتها إذا طرحت فيها اللحم ، والله أعلم . ابن الأعرابي