إن بني سلمى شيوخ جله بيض الوجوه خرق الأخله
فزعم أنه عنى أن سيوفهم تأكل أغمادها من حدتها ، فخرق على هذا جمع خارق أو خروق أي خرق السيوف للأخلة . وانخرقت الريح : هبت على غير استقامة . وريح خريق : شديدة ، وقيل : لينة سهلة ، فهو ضد ، وقيل : راجعة غير مستمرة السير ، وقيل : طويلة الهبوب . التهذيب : والخريق من أسماء الريح الباردة الشديدة الهبوب كأنها خرقت ، أماتوا الفاعل بها ; قال ابن الأعرابي الأعلم الهذلي :كأن ملاءتي على هجف يعن مع العشية للرئال
كأن هويها خفقان ريح خريق بين أعلام طوال
كأن جناحه خفقان ريح
يصف ظليما ; وأنشد لحميد بن ثور :
بمثوى حرام والمطي كأنه قنا مسد هبت لهن خريق
مكلل بأصول النبت تنسجه ريح خريق لضاحي مائه حبك
وإنهما لجوابا خروق وشرابان بالنطف الطوامي
[ ص: 54 ]
فتى ، إن هو استغنى تخرق في الغنى وإن عض دهر لم يضع متنه الفقر
خرق من الخطي أغمض حده مثل الشهاب رفعته يتلهب
أتيح له من الفتيان خرق أخو ثقة وخريق خشوف
وطيري لمخراق أشم كأنه سليم رماح لم تنله الزعانف
يكل وفد الريح من حيث انخرق
وخرقت الأرض خرقا أي جبتها . وخرق الأرض يخرقها : قطعها حتى بلغ أقصاها ، ولذلك سمي الثور مخراقا . وفي التنزيل : إنك لن تخرق الأرض . والمخراق : الثور الوحشي لأنه يخرق الأرض ، وهذا كما قيل له ناشط ، وقيل : إنما سمي الثور الوحشي مخراقا لقطعه البلاد البعيدة ; ومنه قول عدي :
كالنابئ المخراق
والتخرق : لغة في التخلق من الكذب . وخرق الكذب وتخرقه وخرقه ، كله : اختلقه ; قال الله - عز وجل - : وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه ; قرأ نافع وحده : وخرقوا له ، بتشديد الراء ، وسائر القراء قرؤوا : وخرقوا ، بالتخفيف ، قال الفراء : معنى خرقوا افتعلوا ذلك كذبا وكفرا ، وقال : وخرقوا واخترقوا وخلقوا واختلقوا واحد . قال أبو الهيثم : الاختراق والاختلاق والاختراص والافتراء واحد . ويقال : خلق الكلمة واختلقها وخرقها واخترقها إذا ابتدعها كذبا ، وتخرق الكذب وتخلقه . والخرق والخرق : نقيض الرفق ، والخرق مصدره ، وصاحبه أخرق . وخرق بالشيء يخرق : جهله ولم يحسن عمله . وبعير أخرق : يقع منسمه بالأرض قبل خفه يعتري للنجابة . وناقة خرقاء : لا تتعهد مواضع قوائمها . وريح خرقاء : لا تدوم على جهتها في هبوبها ; وقال : ذو الرمة
بيت أطافت به خرقاء مهجوم
وقال المازني في قوله أطافت به خرقاء : امرأة غير صناع ولا لها رفق ، فإذا بنت بيتا انهدم سريعا . وفي الحديث : ( ) ; الخرق ، بالضم : الجهل والحمق . وفي حديث : ( الرفق يمن والخرق شؤم ) أي لجاهل بما يجب أن يعمله ولم يكن في يديه صنعة يكتسب بها . وفي حديث تعين صانعا أو تصنع لأخرق جابر : أي حمقاء جاهلة ، وهي تأنيث الأخرق . ومفازة خرقاء خوقاء : بعيدة . والخرق : المفازة البعيدة ، اخترقته الريح ، فهو خرق أملس . والخرق : الحمق ; خرق خرقا ، فهو أخرق ، والأنثى خرقاء . وفي المثل : لا تعدم الخرقاء علة ، ومعناه أن العلل كثيرة موجودة تحسنها الخرقاء فضلا عن الكيس . فكرهت أن أجيئهن بخرقاء مثلهن : كل شيء من باب أفعل وفعلاء ، سوى الألوان ، فإنه يقال فيه فعل يفعل مثل عرج يعرج وما أشبهه إلا ستة أحرف فإنها جاءت على فعل : الأخرق والأحمق والأرعن والأعجف والأسمن . . . يقال : خرق الرجل يخرق ، فهو أخرق ، وكذلك أخواته . والخرق بالتحريك : الدهش من الفزع أو الحياء . وقد أخرقته أي أدهشته . وقد خرق ، بالكسر ، خرقا ، فهو خرق : دهش . وخرق الظبي : دهش فلصق بالأرض ولم يقدر على النهوض ، وكذلك الطائر إذا لم يقدر على الطيران جزعا ، وقد أخرقه الفزع فخرق ; قال الكسائي شمر : وأقرأني لبعض ابن الأعرابي الهذليين يصف طريقا :
وأبيض يهديني وإن لم أناده كفرق العروس طوله غير مخرق
توائمه في جانبيه كأنها شئون برأس ، عظمها لم يفلق
كأن سيوفنا منا ومنهم مخاريق بأيدي لاعبينا
أجالدهم يوم الحديقة حاسرا كأن يدي بالسيف مخراق لاعب
وأبيض كالمخراق بليت حده
وقال كثير في المخاريق بمعنى السيوف :
عليهن شعث كالمخاريق كلهم يعد كريما لا جبانا ولا وغلا
أرقت له ذات العشاء كأنه مخاريق يدعى وسطهن خريج
قد نزلت بساحة ابن واصل خرقة رجل من جراد نازل
غداة الرعن والخرقاء تدعو وصرح باطن الظن الكذوب
لما رأت إبلي هزلى حمولتها جاءت عجافا عليها الريش والخرق
ترعى سميراء إلى أهضامها إلى الطريفات إلى أرمامها
في خرق تشبع من رمرامها
وفلان مخراق حرب أي صاحب حروب يخف فيها ; قال الشاعر يمدح قوما :
لم أر معشرا كبني صريم تضمهم التهائم والنجود
أجل جلالة وأعز فقدا وأقضى للحقوق وهم قعود
وأكثر ناشئا مخراق حرب يعين على السيادة أو يسود
يقول : لم أر معشرا أكثر فتيان حرب منهم . والخرقاء : صاحبة وهي من ذي الرمة بني عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة . : قال ابن بري : المخرورق الذي يدور على الإبل فيحملها على مكروهها ; وأنشد : أبو عمرو الشيباني
خلف المطي رجلا مخرورقا لم يعد صوب درعه المنطقا