فصل فيمن هو ، وذكر الصحابة بمحاسنهم ، والكف عن مساوئهم وما شجر بينهم . أفضل الأمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم
وبعده الخليفة الشفيق نعم نقيب الأمة الصديق ذاك رفيق المصطفى في الغار شيخ المهاجرين والأنصار وهو الذي بنفسه تولى جهاد من عن الهدى تولى ثانيه في الفضل بلا ارتياب الصادع الناطق بالصواب أعني به الشهم من ظاهر الدين القويم ونصر الصارم المنكي على الكفار وموسع الفتوح في الأمصار ثالثهم عثمان أبا حفص عمر ذو الحلم والحيا بغير مين بحر العلوم جامع القرآن منه استحت ملائك الرحمن بايع عنه سيد الأكوان بكفه في بيعة الرضوان والرابع ابن عم خير الرسل أعني الإمام الحق ذا القدر العلي مبيد كل خارجي مارق وكل خب رافضي فاسق من كان للرسول في مكان ذو النورين هارون من موسى بلا نكران لا في نبوة فقد قدمت ما يكفي لمن من سوء ظن سلما [ ص: 44 ] فالستة المكملون العشره وسائر الصحب الكرام البرره وأهل بيت المصطفى الأطهار وتابعوه السادة الأخيار فكلهم في محكم القرآن أثنى عليهم خالق الأكوان في الفتح والحديد والقتال وغيرها بأكمل الخصال كذاك في التوراة والإنجيل صفاتهم معلومة التفصيل وذكرهم في سنة المختار قد سار سير الشمس في الأقطار ثم السكوت واجب عما جرى بينهم من فعل ما قد قدرا فكلهم مجتهد مثاب وخطؤهم يغفره الوهاب .