[ ص: 168 ] سياق
ما روي - من كرامات أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه
112 - أخبرنا علي بن محمد بن عمر ، قال : ثنا ، قال : أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، فيما كتب إلي ، فقال : ثنا علي بن سهل الرملي ، قال : حدثني الوليد بن مسلم جابر ، عن مولاة قالت : كان لأبي أمامة الباهلي أبو أمامة رجلا يحب الصدقة ويجمع لها من بين الدنانير ، والدراهم ، والفلوس ، وما يأكل حتى البصلة ونحوها ، ولا يقف به سائل إلا أعطاه ما تهيأ له في يومه وساعته حتى يضع في يد أحدهم البصلة ، قالت : فأصبحنا ذات يوم ليس في بيته شيء من الطعام له ولا لنا ، وليس عنده إلا ثلاثة دنانير ، فوقف به سائل فأعطاه دينارا ، ثم وقف به سائل فأعطاه دينارا ، ثم وقف به سائل فأعطاه دينارا ، [ ص: 169 ] قالت : فغضبت وقلت : لم يبق لنا شيء ، فاستلقى على فراشه ، وأغلق عليه باب البيت حتى أذن المؤذن للظهر ، فجئته فأيقظته ، فراح إلى مسجده صائما فرفقت عليه فاستقرضت ما اشتريت به عشاء ، فهيأت سراجا ، وعشاء ، ووضعت مائدة ، ودنوت من فراشه لأمهده له ، فرفعت المرفقة ، فإذا بذهب ، فقلت في نفسي ما صنع إلا ثقة بما جاء به ، قالت : فعددتها فإذا ثلاثمائة دينار ، فتركتها على حالها حتى انصرف عن العشاء ، قالت فلما دخل ورأى ما هيأت له حمد الله تعالى وتبسم في وجهي وقال : هذا خير من غيره ، فجلس فتعشى ، فقلت : يغفر الله لك ، جئت بما جئت به ثم وضعته بموضع مضيعة ؟ ! فقال : وما ذاك ؟ قلت : ما جئت به من الدنانير ، ورفعت المرفقة عنها ففزع لما رأى تحتها ، وقال : ويحك ما هذا ؟ فقلت : لا علم لي به ، إلا أني وجدته على ما ترى ، قالت : فكثر فزعه .