ويقال : سابعا : هذه إن كانت صحيحة ، ففيها من القدح والغضاضة الدعوى بعلي وغيرهما مالا يخفى . وذلك أنه كان مغلوبا والحسن
[1] مع المرتدين ، وكان قد سلم أمر المسلمين إلى المرتدين ، الحسن قهر المرتدين ، فيكون نصر الله وخالد بن الوليد على الكفار لخالد
[2] [ ص: 514 ] أعظم من نصره . والله سبحانه وتعالى عدل لا يظلم واحدا منهما ، فيكون ما استحقه لعلي من النصر أعظم مما استحقه خالد ، فيكون أفضل عند الله منه . علي
[ بل ]
[3] وكذلك جيوش أبي بكر وعمر ونوابهم ; [ فإنهم ] وعثمان
[4] كانوا منصورين على الكفار ، عاجز عن مقاومة المرتدين الذين هم من الكفار أيضا . وعلي
فإن الله سبحانه وتعالى يقول : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) [ آل عمران : 139 ] وقال تعالى : ( فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ) [ سورة محمد : 35 ] .
- رضي الله عنه - دعا وعلي إلى السلم في آخر معاوية
[5] الأمر ، لما عجز عن دفعه عن بلاده ، وطلب منه أن يبقى كل واحد [ منهما ]
[6] على ما هو عليه . وقد قال تعالى : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) [ سورة آل عمران : 139 ] فإن
[7] كان أصحابه مؤمنين وأولئك مرتدين وجب أن يكونوا الأعلين ، وهو خلاف الواقع .