الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  ويقال : سابعا : هذه الدعوى  إن كانت صحيحة ، ففيها من القدح والغضاضة بعلي والحسن وغيرهما مالا يخفى . وذلك أنه كان مغلوبا

                  [1] مع المرتدين ، وكان الحسن قد سلم أمر المسلمين إلى المرتدين ، وخالد بن الوليد قهر المرتدين ، فيكون نصر الله لخالد على الكفار

                  [2] [ ص: 514 ] أعظم من نصره لعلي . والله سبحانه وتعالى عدل لا يظلم واحدا منهما ، فيكون ما استحقه خالد من النصر أعظم مما استحقه علي ، فيكون أفضل عند الله منه .

                  [ بل ]

                  [3] وكذلك جيوش أبي بكر وعمر وعثمان ونوابهم ; [ فإنهم ]

                  [4] كانوا منصورين على الكفار ، وعلي عاجز عن مقاومة المرتدين الذين هم من الكفار أيضا .

                  فإن الله سبحانه وتعالى يقول : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) [ آل عمران : 139 ] وقال تعالى : ( فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ) [ سورة محمد : 35 ] .

                  وعلي - رضي الله عنه - دعا معاوية إلى السلم في آخر

                  [5] الأمر ، لما عجز عن دفعه عن بلاده ، وطلب منه أن يبقى كل واحد [ منهما ]

                  [6] على ما هو عليه . وقد قال تعالى : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) [ سورة آل عمران : 139 ] فإن

                  [7] كان أصحابه مؤمنين وأولئك مرتدين وجب أن يكونوا الأعلين ، وهو خلاف الواقع .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية