الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
43 - ومنها التوضؤ من الحوض أفضل من النهر بحضرة من لا يراه ، وإلا لا . ومنها لو nindex.php?page=treesubj&link=24996_1657خاف فوت الركعة لو مشى إلى الصف ، ففي اليتيمة : الأفضل إدراكه في الركوع ، وقول النووي في شرح المهذب لم أر فيه لأصحابنا ولا لغيرهم شيئا فقصور
أقول إنما كان ذلك أفضل [ ص: 25 ] لقصد مخالفة زعم المعتزلة وذلك ; لأن المعتزلة من الحنفية خالفوا سائر الحنفية في أن الجوار منجس فلو وقع في الحوض جزء لا يتجزأ من النجس يصير الكل نجسا فصار تجاوز هذا المجاور نجسا إلى آخر الحوض على رأيهم ، وقال سائر الحنفية إن الجوار ليس بمنجس بل المنجس هو السريان ففي الفرع المذكور لا يصير مجاور مجاوره نجسا ولا يمكن سراية ذلك الجزء إلى سائر الأجزاء ; لأنه غير قابل للتجزئة أصلا فلا يكون ذلك الحوض نجسا عندهم .
إذا تقرر هذا فنقول : الحوض لا يخلو عن جزء من النجس أصلا بخلاف الماء الجاري لجريانه فينبغي أن يكون nindex.php?page=treesubj&link=22التوضؤ بالماء الجاري أفضل اتفاقا إلا أنه قصد إيقاع المخالفة فكان التوضؤ من الحوض أفضل من التوضؤ بالماء الجاري لأجل إرغام المعتزلة في قولهم يتنجس بالجوار وللتنبيه على أن زعمهم باطل قطعا كيف ولو كان حقا للزم أن لا يجوز التوضؤ من الحوض أصلا وليس كذلك بالإجماع