151 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، عن أبو مصعب، عن مالك، العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة،
قال: فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، فليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلم، ألا هلم، ألا هلم.
فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: فسحقا، فسحقا، فسحقا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة، فقال: " السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا بكم، [ ص: 323 ] إن شاء الله، لاحقون، وددت أني قد رأيت إخواننا، قالوا: يا رسول الله، ألسنا إخوانك؟ قال: بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، وأنا فرطهم على الحوض، قالوا: يا رسول الله كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟ قال: أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى. ".
هذا حديث صحيح، أخرجه عن مسلم، عن إسحاق بن منصور، معن، عن [ ص: 324 ] قوله: "وأنا فرطهم" أي: أتقدمهم، والفرط والفارط: المتقدم في طلب الماء، يقال: فرطت القوم: إذا تقدمتهم لترتاد لهم الماء، وتهيئ الدلاء والرشاء. مالك
قوله: "ألا هلم"، أي: تعالوا.
قوله: "سحقا" أي: بعدا، يريد: باعدهم الله، قال الله سبحانه وتعالى: ( فسحقا لأصحاب السعير ) والسحيق: البعيد، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ( أو تهوي به الريح في مكان سحيق ) .