1222 - أخبرنا أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، نا محمد بن يوسف، أنا محمد بن إسماعيل، محمد بن عرعرة، أنا عن شعبة، عن منصور، [ ص: 495 ] أبي وائل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " بئسما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل نسي، واستذكروا القرآن، فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم ". عبد الله، عن
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه عن مسلم، زهير، عن جرير، عن وقال: "من النعم بعقلها". منصور،
قوله "نسي" أي: عوقب بالنسيان على ذنب أو سوء تعهده للقرآن، قال إنما هو على التارك لتلاوة القرآن، الجافي عنه، يبين ذلك قوله: "واستذكروا القرآن". أبو عبيد:
قال ما من أحد تعلم القرآن، ثم نسيه إلا بذنب يحدثه، وذلك أن الله تعالى، يقول: ( الضحاك بن مزاحم: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) ونسيان القرآن من أعظم المصائب.
قال فأما الذي هو حريص على حفظه، دائب في تلاوته، [ ص: 496 ] إلا أن النسيان يغلبه، فليس من ذلك في شيء، بدليل: ما روي أبو عبيد: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا، يقرأ بالليل، فقال: "يرحمه الله فقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أنسيتها". عائشة، عن
قوله: "أشد تفصيا" أي: ذهابا وانفلاتا، وكل شيء كان لازما لشيء، ففصل منه، قيل: تفصى منه كما يتفصى الإنسان من البلية أي: يتخلص منها.
قال في قوله: "بل نسي" يحتمل أن يكون ذلك خاصا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني فيما نسخت تلاوته، ويكون معنى قوله "نسي" أي: نسخت تلاوته، نهاهم عن هذا القول لئلا يتوهم الضياع على محكم القرآن، فأعلمهم بأن ذلك من قبل الله، لما رأى فيه من الحكمة يعني نسخ التلاوة [ ص: 497 ] . الخطابي