باب تبليغ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظه.
قال الله سبحانه وتعالى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7وما آتاكم الرسول فخذوه ) .
قال الشيخ الإمام: الأمر عام في حق أهل زمانه، ومن جاء بعدهم، ولا وصول إلى من بعدهم إلا بالتبليغ.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته:
nindex.php?page=hadith&LINKID=651623 "فليبلغ الشاهد الغائب". 112 - قال الشيخ: أخبرنا
أبو الحسن عبد الوهاب بن محمد الكسائي، أنا
أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الخلال، نا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم .
ح، وأخبرنا
أحمد بن عبد الله الصالحي، ومحمد بن أحمد العارف، قالا: أنا
nindex.php?page=showalam&ids=14184أبو بكر الحيري، نا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أبو العباس الأصم، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=14356الربيع، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير، عن
عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه،
[ ص: 236 ] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=679560 " نضر الله عبدا سمع مقالتي، فحفظها، ووعاها، وأداها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة للمسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ".
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13948أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14228أبو سليمان الخطابي : قوله: "نضر الله امرأ" معناه: الدعاء له بالنضارة، وهي النعمة والبهجة، ويقال: نضره الله، بالتخفيف والتثقيل، وأجودهما التخفيف، وقيل: ليس هذا من حسن الوجه، إنما معناه حسن الجاه والقدر في الخلق.
[ ص: 237 ] .
قوله: "لا يغل عليهن" بفتح الياء، وكسر الغين من الغل، وهو الضغن والحقد، يريد: لا يدخله حقد يزيله عن الحق، ويروى بضم الياء من الإغلال، وهو الخيانة.
وفي الحديث: أنه كتب في كتاب صلح
الحديبية: "لا إغلال ولا إسلال".
فالإغلال: الخيانة، والإسلال: السرقة، يقال: فلان مغل مسل، أي: خائن سارق، والسلة: السرقة.
فأما الغلول في الغنيمة، وهو الخيانة فيها فليس من هذا، سمي غلولا، لأن الأيدي مغلولة عنها، أي: ممنوعة، يقال من الغلول في الغنيمة: غل يغل، بضم الغين، قال الله سبحانه وتعالى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161وما كان لنبي أن يغل ) ويقال من الخيانة في غيرها: أغل يغل، ويقال من الحقد: غل يغل، بكسر الغين.
وفيه إشارة إلى
nindex.php?page=treesubj&link=32117تكرار الحديث للحفظ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي: إني لأسمع الحديث، فأحدث به الخادم أدسه به في نفسي، أي: أثبته، يريد أحدث به خادمي أستذكر بذلك.
وفيه دليل على
nindex.php?page=treesubj&link=29194كراهية اختصار الحديث لمن ليس بالمتناهي في الفقه، لأنه إذا فعل ذلك، فقد قطع طريق الاستنباط على من بعده ممن هو أفقه، وفي ضمنه
nindex.php?page=treesubj&link=18481_18480وجوب التفقه، والحث على استنباط معنى الحديث، واستخراج المكنون من سره.
واختلف أهل العلم في
nindex.php?page=treesubj&link=21560نقل الحديث بالمعنى، فرخص فيه جماعة، قال واثلة بن الأسقع: إذا حدثناكم بالحديث على معناه، فحسبكم، وإليه
[ ص: 238 ] ذهب الحسن،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي، والنخعي.
قال
أيوب، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين : كنت أسمع الحديث من عشرة، اللفظ مختلف، والمعنى واحد.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : انقص من الحديث إن شئت، ولا تزد فيه.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري : إن قلت: إني حدثتكم كما سمعت فلا تصدقوني، فإنما هو المعنى.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع: إن لم يكن المعنى واسعا، فقد هلك الناس.
وذهب قوم إلى اتباع اللفظ، منهم:
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد، nindex.php?page=showalam&ids=16972وابن سيرين، ورجاء بن حيوة، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك بن أنس، وابن علية، وعبد الوارث، nindex.php?page=showalam&ids=17360ويزيد بن زريع، ووهيب، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد، ويحيى .
وذهب جماعة من أئمة الحديث، وأهل العلم إلى جواز
nindex.php?page=treesubj&link=29197القراءة، والعرض على المحدث، ثم الرواية عنه، وإليه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن، nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي، وعروة، nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة، nindex.php?page=showalam&ids=15944وزيد بن أسلم، وعكرمة، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري، nindex.php?page=showalam&ids=12493وابن أبي ذئب، واحتجوا بحديث
ضمام بن ثعلبة .
وبيان العرض أن يدفع كتابا إلى محدث فيه سماعه، فيتأمله المحدث ويعرفه، فيقول له: هذه رواياتي عن شيوخي، فحدث بها عني.
[ ص: 239 ] .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16274عاصم الأحول : عرضت على
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي أحاديث الفقه، فأجازها لي.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17098مطرف بن عبد الله : صحبت
مالكا سبع عشرة سنة، فما رأيته قرأ الموطأ على أحد، وسمعته يأبى على من يقول: لا يجزئه إلا السماع، ويقول: كيف لا يجزئك هذا في الحديث، ويجزئك في القرآن، والقرآن أعظم؟.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12427ابن أبي أويس : سئل
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن حديثه، أسماع هو؟ فقال: منه سماع، ومنه عرض، وليس العرض بأدنى عندنا من السماع.
وذهب جماعة من الفقهاء إلى أن العرض ليس بسماع، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي، والثوري،
nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد، وإسحاق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=696983 "نضر الله امرأ سمع مقالتي". [ ص: 240 ] .
وقال صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=683638 "تسمعون ويسمع منكم".
واختلفوا في
nindex.php?page=treesubj&link=29197القراءة على المحدث، هل هو إخبار أم لا؟ قال
nindex.php?page=showalam&ids=12063أبو عاصم، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، وسفيان: القراءة على العالم وقراءته سواء.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة : إذا قرئ على المحدث، فلا بأس أن يقول: حدثني، وكان عنده حدثنا، وأخبرنا، وأنبأنا، وسمعت، واحدا.
واحتج
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بالصك يقرأ على القوم، فيقولون: أشهدنا فلان، ويقرأ ذلك قراءة عليه، ويقرأ على المقرئ، فيقول: أقرأني فلان.
وجوزوا
nindex.php?page=treesubj&link=29199المناولة، وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان رآه
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر، nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى بن سعيد، ومالك جائزا.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة: كتب إلي
nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور بحديث، ثم لقيته بعد ذلك،
[ ص: 241 ] فسألته عن ذلك، فقال: أليس قد حدثتك به، إذا كتبت إليك، فقد حدثتك.
واحتج بعض
أهل الحجاز في المناولة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كتب لأمير السرية كتابا، قال: "لا تقرأه حتى تبلغ مكان كذا وكذا"
[ ص: 242 ] فلما بلغ ذلك المكان، قرأه على الناس، وأخبرهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم أبو عبد الله الحافظ: الذي أختاره في الرواية، وعهدت عليه أكثر مشايخي، أن يقول في الذي يأخذه من المحدث لفظا ليس معه أحد: حدثني فلان، وما يأخذه لفظا مع غيره: حدثنا فلان، وما قرأ على المحدث بنفسه أخبرني فلان، وما قرئ على المحدث وهو حاضر أخبرنا فلان، وإذا عرض على المحدث، فأجاز له روايته شفاها يقول: أنبأني فلان، وما كتب إليه، ولم يشافهه بالإجازة يقول: كتب إلي فلان.
واحتج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في
nindex.php?page=treesubj&link=32119وقت سماع الصغير بحديث
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، عن
nindex.php?page=showalam&ids=7820محمود بن الربيع، قال: عقلت مع النبي صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي، وأنا ابن خمس سنين من دلو.
بَابُ تَبْلِيغِ حَدِيثِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحِفْظِهِ.
قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ) .
قَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ: الْأَمْرُ عَامٌّ فِي حَقِّ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَمَنْ جَاءَ بَعْدَهُمْ، وَلَا وُصُولَ إِلَى مَنْ بَعْدَهُمْ إِلَّا بِالتَّبْلِيغِ.
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خُطْبَتِهِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=651623 "فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ". 112 - قَالَ الشَّيْخُ: أَخْبَرَنَا
أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ، أَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ، نَا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ .
ح، وَأَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ، قَالَا: أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14184أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نَا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14356الرَّبِيعُ، أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ، أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16490عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ،
[ ص: 236 ] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=679560 " نَضَّرَ اللَّهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي، فَحَفِظَهَا، وَوَعَاهَا، وَأَدَّاهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَالنَّصِيحَةُ لِلْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ ".
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13948أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14228أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ : قَوْلُهُ: "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً" مَعْنَاهُ: الدُّعَاءُ لَهُ بِالنَّضَارَةِ، وَهِيَ النِّعْمَةُ وَالْبَهْجَةُ، وَيُقَالُ: نَضَرَهُ اللَّهُ، بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّثْقِيلِ، وَأَجْوَدُهُمَا التَّخْفِيفُ، وَقِيلَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حُسْنِ الْوَجْهِ، إِنَّمَا مَعْنَاهُ حُسْنُ الْجَاهِ وَالْقَدْرُ فِي الْخَلْقِ.
[ ص: 237 ] .
قَوْلُهُ: "لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ" بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَكَسْرِ الْغَيْنِ مِنَ الْغِلِّ، وَهُوَ الضِّغْنُ وَالْحِقْدُ، يُرِيدُ: لَا يَدْخُلُهُ حِقْدٌ يُزِيلُهُ عَنِ الْحَقِّ، وَيُرْوَى بِضَمِّ الْيَاءِ مِنَ الْإِغْلَالِ، وَهُوَ الْخِيَانَةُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ كَتَبَ فِي كِتَابِ صُلْحِ
الْحُدَيْبِيَةِ: "لَا إِغْلَالَ وَلَا إِسْلَالَ".
فَالْإِغْلَالُ: الْخِيَانَةُ، وَالْإِسْلَالُ: السَّرِقَةُ، يُقَالُ: فُلَانٌ مُغِلٌّ مُسِلٌّ، أَيْ: خَائِنٌ سَارِقٌ، وَالسِّلَّةُ: السَّرِقَةُ.
فَأَمَّا الْغُلُولُ فِي الْغَنِيمَةِ، وَهُوَ الْخِيَانَةُ فِيهَا فَلَيْسَ مِنْ هَذَا، سُمِّيَ غُلُولًا، لِأَنَّ الْأَيْدِي مَغْلُولَةٌ عَنْهَا، أَيْ: مَمْنُوعَةٌ، يُقَالُ مِنَ الْغُلُولِ فِي الْغَنِيمَةِ: غَلَّ يَغُلُّ، بِضَمِّ الْغَيْنِ، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=161وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ ) وَيُقَالُ مِنَ الْخِيَانَةِ فِي غَيْرِهَا: أَغَلَّ يُغِلُّ، وَيُقَالُ مِنَ الْحِقْدِ: غَلَّ يَغِلُّ، بِكَسْرِ الْغَيْنِ.
وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=32117تِكْرَارِ الْحَدِيثِ لِلْحِفْظِ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12354النَّخَعِيُّ: إِنِّي لَأَسْمَعُ الْحَدِيثَ، فَأُحَدِّثُ بِهِ الْخَادِمَ أَدُسُّهُ بِهِ فِي نَفْسِي، أَيْ: أُثْبِتُهُ، يُرِيدُ أُحَدِّثُ بِهِ خَادِمِي أَسْتَذْكِرُ بِذَلِكَ.
وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=29194كَرَاهِيَةِ اخْتِصَارِ الْحَدِيثِ لِمَنْ لَيْسَ بِالْمُتَنَاهِي فِي الْفِقْهِ، لِأَنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ، فَقَدْ قَطَعَ طَرِيقَ الِاسْتِنْبَاطِ عَلَى مَنْ بَعْدَهُ مِمَّنْ هُوَ أَفْقَهُ، وَفِي ضِمْنِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=18481_18480وُجُوبُ التَّفَقُّهِ، وَالْحَثُّ عَلَى اسْتِنْبَاطِ مَعْنَى الْحَدِيثِ، وَاسْتِخْرَاجُ الْمَكْنُونَ مِنْ سِرِّهِ.
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=21560نَقْلِ الْحَدِيثِ بِالْمَعْنَى، فَرَخَّصَ فِيهِ جَمَاعَةٌ، قَالَ وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ: إِذَا حَدَّثْنَاكُمْ بِالْحَدِيثِ عَلَى مَعْنَاهُ، فَحَسْبُكُمْ، وَإِلَيْهِ
[ ص: 238 ] ذَهَبَ الْحَسَنُ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ، وَالنَّخَعِيُّ.
قَالَ
أَيُّوبُ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنِ سِيرِينَ : كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَشَرَةٍ، اللَّفْظُ مُخْتَلِفٌ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : انْقُصْ مِنَ الْحَدِيثِ إِنْ شِئْتَ، وَلَا تَزِدْ فِيهِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ : إِنْ قُلْتَ: إِنِّي حَدَّثْتُكُمْ كَمَا سَمِعْتُ فَلَا تُصَدِّقُونِي، فَإِنَّمَا هُوَ الْمَعْنَى.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ: إِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَعْنَى وَاسِعًا، فَقَدْ هَلَكَ النَّاسُ.
وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى اتِّبَاعِ اللَّفْظِ، مِنْهُمُ:
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14946الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16972وَابْنُ سِيرِينَ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، nindex.php?page=showalam&ids=16867وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، nindex.php?page=showalam&ids=17360وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَوُهَيْبٌ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ، وَيَحْيَى .
وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ، وَأَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى جَوَازِ
nindex.php?page=treesubj&link=29197الْقِرَاءَةِ، وَالْعَرْضِ عَلَى الْمُحَدِّثِ، ثُمَّ الرِّوَايَةِ عَنْهُ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ، nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ، وَعُرْوَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=17245وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، nindex.php?page=showalam&ids=15944وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَعِكْرِمَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ، nindex.php?page=showalam&ids=12493وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ
ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ .
وَبَيَانُ الْعَرْضِ أَنْ يَدْفَعَ كِتَابًا إِلَى مُحَدِّثٍ فِيهِ سَمَاعُهُ، فَيَتَأَمَّلَهُ الْمُحَدِّثُ وَيَعْرِفَهُ، فَيَقُولَ لَهُ: هَذِهِ رِوَايَاتِي عَنْ شُيُوخِي، فَحَدِّثْ بِهَا عَنِّي.
[ ص: 239 ] .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16274عَاصِمُ الْأَحْوَلُ : عَرَضْتُ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ أَحَادِيثَ الْفِقْهِ، فَأَجَازَهَا لِي.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17098مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : صَحِبْتُ
مَالِكًا سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَمَا رَأَيْتُهُ قَرَأَ الْمُوَطَّأَ عَلَى أَحَدٍ، وَسَمِعْتُهُ يَأْبَى عَلَى مَنْ يَقُولُ: لَا يُجْزِئُهُ إِلَّا السَّمَاعُ، وَيَقُولُ: كَيْفَ لَا يُجْزِئُكَ هَذَا فِي الْحَدِيثِ، وَيُجْزِئُكَ فِي الْقُرْآنِ، وَالْقُرْآنُ أَعْظَمُ؟.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12427ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ : سُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ عَنْ حَدِيثِهِ، أَسَمَاعٌ هُوَ؟ فَقَالَ: مِنْهُ سَمَاعٌ، وَمِنْهُ عَرْضٌ، وَلَيْسَ الْعَرْضُ بِأَدْنَى عِنْدَنَا مِنَ السَّمَاعِ.
وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّ الْعَرْضَ لَيْسَ بِسَمَاعٍ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=13760الْأَوْزَاعِيِّ، وَالثَّوْرِيِّ،
nindex.php?page=showalam&ids=16418وَابْنِ الْمُبَارَكِ، nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيِّ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=696983 "نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي". [ ص: 240 ] .
وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=683638 "تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ".
وَاخْتَلَفُوا فِي
nindex.php?page=treesubj&link=29197الْقِرَاءَةِ عَلَى الْمُحَدِّثِ، هَلْ هُوَ إِخْبَارٌ أَمْ لَا؟ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12063أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٍ، وَسُفْيَانَ: الْقِرَاءَةُ عَلَى الْعَالِمِ وَقِرَاءَتُهُ سَوَاءٌ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16008سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ : إِذَا قُرِئَ عَلَى الْمُحَدِّثِ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ: حَدَّثَنِي، وَكَانَ عِنْدَهُ حَدَّثَنَا، وَأَخْبَرَنَا، وَأَنْبَأَنَا، وَسَمِعْتُ، وَاحِدًا.
وَاحْتَجَّ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ بِالصَّكِّ يُقْرَأُ عَلَى الْقَوْمِ، فَيَقُولُونَ: أَشْهَدَنَا فُلَانٌ، وَيَقْرَأُ ذَلِكَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَيُقْرَأُ عَلَى الْمُقْرِئِ، فَيَقُولُ: أَقْرَأَنِي فُلَانٌ.
وَجَوَّزُوا
nindex.php?page=treesubj&link=29199الْمُنَاوَلَةَ، وَكِتَابَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْعِلْمِ إِلَى الْبُلْدَانِ رَآهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، nindex.php?page=showalam&ids=17293وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمَالِكٌ جَائِزًا.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةُ: كَتَبَ إِلَيَّ
nindex.php?page=showalam&ids=17152مَنْصُورٌ بِحَدِيثٍ، ثُمَّ لَقِيتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ،
[ ص: 241 ] فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ حَدَّثْتُكَ بِهِ، إِذَا كَتَبْتُ إِلَيْكَ، فَقَدْ حَدَّثْتُكَ.
وَاحْتَجَّ بَعْضُ
أَهْلِ الْحِجَازِ فِي الْمُنَاوَلَةِ بِحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَيْثُ كَتَبَ لِأَمِيرِ السَّرِيَّةِ كِتَابًا، قَالَ: "لَا تَقْرَأْهُ حَتَّى تَبْلُغَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا"
[ ص: 242 ] فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الْمَكَانَ، قَرَأَهُ عَلَى النَّاسِ، وَأَخْبَرَهُمْ بِأَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ: الَّذِي أَخْتَارُهُ فِي الرِّوَايَةِ، وَعَهِدْتُ عَلَيْهِ أَكْثَرَ مَشَايِخِي، أَنْ يَقُولَ فِي الَّذِي يَأْخُذُهُ مِنَ الْمُحَدِّثِ لَفْظًا لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ، وَمَا يَأْخُذُهُ لَفْظًا مَعَ غَيْرِهِ: حَدَّثَنَا فُلَانٌ، وَمَا قَرَأَ عَلَى الْمُحَدِّثِ بِنَفْسِهِ أَخْبَرَنِي فُلَانٌ، وَمَا قُرِئَ عَلَى الْمُحَدِّثِ وَهُوَ حَاضِرٌ أَخْبَرَنَا فُلَانٌ، وَإِذَا عُرِضَ عَلَى الْمُحَدِّثِ، فَأَجَازَ لَهُ رِوَايَتَهُ شِفَاهًا يَقُولُ: أَنْبَأَنِي فُلَانٌ، وَمَا كَتَبَ إِلَيْهِ، وَلَمْ يُشَافِهْهُ بِالْإِجَازَةِ يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيَّ فُلَانٌ.
وَاحْتَجَّ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=32119وَقْتِ سَمَاعِ الصَّغِيرِ بِحَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=7820مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: عَقَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِي، وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ مِنْ دَلْوٍ.