235 - باب ذكر أبي بكر رضي الله عنهما مع النبي صلى الله عليه وسلم وعمر دفن
قال رحمه الله : محمد بن الحسين
لم يختلف جميع من شمله الإسلام ، وأذاقه الله الكريم طعم الإيمان أن أبا بكر رضي الله عنهما دفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيت وعمر رضي الله عنها . عائشة
وليس هذا مما يحتاج فيه إلى الأخبار والأسانيد المروية : فلان عن فلان ، بل هذا من الأمر العام المشهور الذي لا ينكره عالم ولا جاهل بالعلم ، بل يستغني بشهرة دفنهما مع النبي صلى الله عليه وسلم عن نقل الأخبار ، والدليل على صحة هذا القول أنه ما أحد من أهل العلم قديما ولا حديثا ممن رسم لنفسه كتابا نسبه إليه من فقهاء المسلمين ، فرسم كتاب المناسك ، إلا وهو يأمر كل من قدم المدينة ممن يريد حجا أو عمرة أو لا يريد حجا ولا عمرة ، وأراد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والمقام بالمدينة لفضلها إلا وكل العلماء قد أمروه ورسموه في كتبهم وعلموه كيف يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وكيف يسلم على أبي بكر رضي الله عنهما ، علماء وعمر الحجاز قديما وحديثا ، وعلماء أهل العراق قديما وحديثا ، وعلماء أهل الشام قديما وحديثا ، وعلماء أهل مصر قديما وحديثا ، وعلماء خراسان قديما وحديثا ، وعلماء أهل اليمن قديما وحديثا ، فلله الحمد على ذلك .
فصار دفن أبي بكر رضي الله عنهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمر [ ص: 2369 ] المشهور الذي لا خلاف فيه بين علماء المسلمين ، وكذلك هو مشهور عند جميع عوام المسلمين ممن ليس من أهل العلم ، أخذوه نقلا وتصديقا ومعرفة لا يتناكرونه بينهم في كل بلد من بلدان المسلمين . وعمر
ولا يمكن قائل يقول : إن خليفة من خلفاء المسلمين قديما ولا حديثا أنكر دفن أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم منذ خلافة وعمر وخلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهم وخلافة بني أمية ، لا يتناكر ذلك الخاصة والعامة ، وكذلك خلافة ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا يتناكرونه إلى وقتنا هذا ، وإلى أن تقوم الساعة ، ويدفن معهم العباس عيسى ابن مريم عليه السلام ، كذا روي عن . عبد الله بن سلام