فقال ورقة: خديجة إن كان محمد لنبي هذه الأمة. لئن كان هذا حقا يا
قد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي ينتظر هذا زمانه.
أو كما قال.
فجعل ورقة يستبطئ الأمر ويقول: حتى متى؟ فكان فيما يذكرون يقول أشعارا يستبطئ فيها خبر خديجة ويستريث ما ذكرت خديجة فقال ورقة بن نوفل:
أتبكر أم أنت العشية رائح وفي الصدر من إضمارك الحزن فادح لفرقة قوم لا أحب فراقهم
كأنك عنهم بعد يومين نازح وأخبار صدق خبرت عن محمد
يخبرهما عنه إذا غاب ناصح بفتاك الذي وجهت يا خير حرة
بغور وبالنجدين حيث الصحاصح [ ص: 128 ] إلى سوق بصرى والركاب التي غدت
وهن من الأحمال قعص دوالح يخبرنا عن كل حبر بعلمه
وللحق أبواب لهن مفاتح كأن ابن عبد الله أحمد مرسل
إلى كل من ضمت عليه الأباطح وظني به أن سوف يبعث صادقا
كما أرسل العبدان هود وصالح وموسى وإبراهيم حتى يرى له
بها ومنشور من الذكر واضح ويتبعه حيا لؤي جماعة
شبابهم والأشيبون الجحاجح فإن أبق حتى يدرك الناس دهره
فإني به مستبشر الود فارح وإلا فإني يا خديجة فاعلمي
عن أرضك في الأرض العريضة سائح"