خلاصة الفتوى: أنه صلى الله عليه وسلم كان يتختم في خنصر يده اليسرى واليمنى أيضا، وأنه كان يتختم بالفضة، وربما كان فص خاتمه من عقيق، وكان يجعل الفص إلى جهة باطن الكف؛ لكن ذلك غير لازم كما ذكر ذلك العلماء، وقد اتخذ خاتما من ذهب ثم رماه، وقال: لا ألبسه أبدا، ثم رمى الناس خواتيم الذهب لذلك، ثم إن لباس الخاتم سنة لفعله صلى الله عليه لذلك هو وخلفاؤه الراشدون، وتحصل السنة بلبسه في بعض الأحيان لكن الأفضل استدامته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع خاتمه في خنصر يده اليسرى، لما في صحيح مسلم عن أنس قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه. وأشار إلى الخنصر من يده اليسرى.
وورد أنه كان يتختم في اليمين أيضا قال النووي: وأجمع المسلمون على أن السنة جعل خاتم الرجل في الخنصر. انتهى.
وفي تحفة الأحوذي قال النووي: أجمع الفقهاء على جواز التختم في اليمين، وعلى جوازه في اليسار، ولا كراهة في واحدة منهما، واختلفوا أيتهما أفضل؟ فتختم كثيرون من السلف في اليمين، وكثيرون في اليسار، واستحب مالك اليسار وكره اليمين، وفي مذهبنا وجهان لأصحابنا الصحيح أن اليمين أفضل لأنه زينة، واليمين أشرف وأحق بالزينة والإكرام. انتهى.
وفي صحيح مسلم أيضا عن علي رضي الله عنه، قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتختم في إصبعي هذه أو هذه، فأومأ إلى الوسطى والتي تليها.
أما عن شكل خاتمه.. فقد ورد أنه كان من فضة، وفي بعض الأحيان يكون فصه من عقيق، وكان يجعل فص خاتمه مما يلي باطن الكف، قال ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد: وكان يجعل فص خاتمه مما يلي باطن كفه. انتهى.
وكان يتختم بالفضة ولم ينه عنها، وقد اتخذ خاتما من ذهب قبل أن يحرم لبس الذهب، فلما حرم رماه وقال لا ألبسه أبدا، ورماه الناس لذلك، ففي البخاري وغيره عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من ذهب أو فضة وجعل فصه مما يلي باطن كفه ونقش فيه: محمد رسول الله. فاتخذ الناس مثله، فلما رآهم قد اتخذوها رمى به وقال: لا ألبسه أبدا، ثم اتخذ خاتما من فضة فاتخذ الناس خواتيم الفضة، قال ابن عمر: فلبس الخاتم بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان حتى وقع من عثمان في بئر أريس.
أما لبس الخاتم فإنه سنة. قال المناوي في فيض القدير: ولبس الخاتم سنة. قال ابن العربي: الخاتم عادة في الأمم ماضية، وسنة في الإسلام قائمة. وفي المواهب القسطلانية وشرح الشمائل للهيتمي وغيرهما عن جدي الشرف المناوي رحمه الله تعالى: تحصل السنة بلبسه مطلقا ولو مستعارا أو مستأجرا؛ لكن الأفضل لبسه بالملك واستدامته. انتهى.
والله أعلم