الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه القصة ثابتة في صحيح البخاري فقد رواها عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو مردف أبا بكر، وأبو بكر شيخ يعرف، ونبي الله صلى الله عليه وسلم شاب لا يعرف قال: فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل يهديني السبيل. قال فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق وإنما يعني سبيل الخير... الحديث. فلما كان أبو بكر رضي الله عنه يعلم أن الكذب ذنب عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب، وكانت هنالك حاجة لإخفاء الحقيقة لجأ إلى استخدام المعاريض لأن في المعاريض مندوحة عن الكذب، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 7758، والفتوى رقم: 26391.
وننبه إلى أن ظاهر القصة أنهما لم يكونا ملثمين كما هو مذكور بالسؤال، بدليل أنهم عرفوا أبا بكر لما رأوه والسبب في معرفتهم له وعدم معرفتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبا بكر كان يمر على أهل المدينة في سفر التجارة بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم.... فإنه كان بعيد العهد بالسفر من مكة كما ذكر الحافظ ابن حجر في كتابه (فتح الباري) عند شرحه هذا الحديث.
والله أعلم.