الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا شك أنه ما حرم الله شيئا إلا لمصلحة وحكمة، وقد تظهر هذه الحكمة والمصلحة ويتفهمها العقلاء، وقد تخفى على بعضهم أو على كلهم، وبما أن عقول البشر تتفاوت في الفهم والإدراك فإنه لا ينبغي التكلف في تفهيم الناس وإقناعهم بمبررات الأشياء ، فربما يجادلونه بالباطل، وقد لا يكون الشخص متمكنا فيتضرر هو بدل أن ينفع ، وبالتالي فيتعين أن يعامل الناس بحسب اختلاف أحوالهم، فمن كان مؤمنا يدعى للانقياد والاستسلام لحكم الله تعالى ويبين له أن ذلك شرط في كمال إيمانه؛ لقول الله تعالى : فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا {النساء: 65 } ثم إذا انقاد المسلم للأمر الرباني فعلا وتركا، فإن أعظم حكمة يبحث عنها ويقتنع عنها هي الحصول على رضى الله تعالى وجزائه العظيم لمن آمن به وانقاد له بامتثال أمره واجتناب نهيه. وقد أطنب ابن القيم في الصواعق في بيان أن العقل تحت حجر الشرع، وأن من عارض بعقله أمر الرسل لم يؤمن بهم ، وأما غير المسلم فإن أهم ما يتعين الكلام فيه معه هو إقناعه بالإيمان بالله، ومن الإيمان بالله الرضى بحكمه والاعتراف له بحقه في التشريع والحكم والتحليل والتحريم، وتقديم رضى الله على أهواء النفوس ومشتهياتها ، وينبغي أن يهاجم غير المسلم ببيان ضلاله في معتقده المنحرف أو المحرف، فإن كان يدعى أنه نصراني بين له تناقض النصرانية المحرفة فيما عندهم من المعتقدات التي لا تقبلها العقول كالتثليث وغير ذلك.
ثم إن من المبررات لتحريم القليل مما يسكر أن النفوس يجرها الشيطان للشر شيئا فشيئا، فإذا أخذ الإنسان القليل استحلاه وتاقت نفسه للمزيد، فلا يزال يطلب المزيد حتى يشرب ما يسكر، ثم يصير مدمنا عليه لا يستطيع تركه، وقد حرم الشرع ما يكون بداية للوقوع في المعاصي، فحرم نظر النساء الأجنبيات والحديث معهن بما هو ريبة والخلوة بهن وسفرهن دون محارم لأنه يخشى أن يجر ذلك لما هو أعظم من الوقوع في المعاصي .
وأما مواقع الإعجاز العلمي فيمكن أن تبحث عنها في الانترنت، فقد اطلعنا على بعضها، ولكنه غير محفوظ عندنا، فلو بحثت عنه تحصله إن شاء الله .
والله أعلم .