الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا في فتوى سابقة أن أمر الإسراف يختلف من شخص لآخر، وأن ما يكون إسرافاً في حق شخص لا يكون إسرافاً في حق آخر، وراجعي في هذا الفتوى رقم: 1945.
وعليه.. فإن كنت ما تنفقين من مال في شراء الزينة يتناسب وحالك في اليسر والغنى فلا يعد ذلك إسرافاً، وعلى كل حال ينبغي للمسلم الاقتصاد فيما ينفق قدر الإمكان، وأن يدخر من دنياه لأخراه، روى البخاري عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر. وروى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقول العبد: مالي مالي إنما له من ماله ثلاث، ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فاقتنى، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس.
وأما عمل المرأة فجائز -ولو لم تكن هنالك حاجة- فأولى إن كانت هنالك حاجة مباحة شرعاً، إذا روعيت الضوابط الشرعية في العمل، كما بينا الفتوى رقم: 5181.
وأما الشعور بشيء من الحرج عند شراء الزينة مع وجود فقراء ومحتاجين فلا يعني وسوسة، بل يرجى أن يكون دليل إيمان، فليكن من مالك شيء من الصدقة لهؤلاء الفقراء، قال الله تعالى: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا {القصص:77}.
والله أعلم.