الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن على صديقك أن يتقي الله تعالى في تعامله مع والديه ، فلا يجوز له ما فعل مع أمه ولا مع أبيه ، أما أمه فإن حقها عليه عظيم لا يسقط بتركها منزل زوجها ولا بتقصيرها في السؤال عنه ، وكان الواجب عليه هو أن يتصل بها وأن يزورها, وليس طفلا صغيرا فهو عند أن تركته كما في السؤال قد بلغ سن التكليف ، ويجب عليه طاعة والده في المعروف, فما بالك إذا كان يأمره بترك التدخين. فترك التدخين واجب قبل أن يأمر به الوالد لأن التدخين من الأمور الضارة ، وقد جاءت الشريعة بتحريم الضرر ، وانظر الفتوى رقم : 1819 ، فإذا انضم إلى ذلك أمر الوالد بالترك كان الولد آثما من وجهين ، الوجه الأول : فعل التدخين ، والوجه الثاني : عدم امتثال أمر الوالد بالترك .
وننصح الجميع بالصبر وسعة الصدر والتفاهم فإن ما بينهم من التنافر والتقاطع أمر منكر لا يجوز ، وننصح الأب بإبقاء ولده عنده وعدم إخراجه بسبب التدخين فإن في إخراجه تعريضا له للوقوع في ما هو أعظم من التدخين .
وعليك أخي أن تجتهد في نصحهم وتذكيرهم بالله تعالى فإن استجابوا فالحمد لله وإلا فقد فعلت الذي عليك .
والله أعلم .