الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا أذن المؤذن فالسنة أن يردد السامع ألفاظ الأذان ولا يدخل الخلاء إن أمكن ذلك إلا بعد تمام الترديد والإتيان بالدعاء المشروع وهو: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت شفاعتي يوم القيامة. متفق عليه.
وروى مسلم والترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله, رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا, غفر له ذنبه.
فإذا أراد دخول الخلاء حال الأذان أو أذن وهو في الخلاء فإنه لا يردده بلسانه بل يردده في قلبه، فإن كان لا يقدر على تأخير الدخول حتى ينتهي من الترديد مع المؤذن فإنه يكتب له الأجر لأنه منعه من الترديد مانع, ومن منعه عن العمل الذي اعتاده مانع كتب الله له الأجر تاما؛ لما رواه أحمد عن أبي موسى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن العبد إذا مرض أو سافر كتب له من الأجر كما كان يعمل مقيما صحيحاـ قال محمد بن يزيد ـ كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا.
وقد حكى الدسوقي الإجماع على عدم كراهة الذكر بالقلب في الكنيف حيث قال ما نصه: واحترز الشارح بقوله باللسان عن الذكر بقلبه وهو في الكنيف فإنه لا يكره إجماعا.
وعليه، فلا داعي للحزن والقلق إن كان الحزن لفوات الترديد مع المؤذن, أما سماع الاذان في الحمام فلا إثم فيه حتى تظن الأخت السائلة أنها فعلت حراما.
وأما عن المشكلة التي ذكرتها فننصحها برقية نفسها, ولا بأس بأن تعرض نفسهاعلى الثقات ممن يحسنون الرقية.
والله أعلم.