الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحرب الفجار هي تلك الحرب التي وقعت بين قريش ومن معها من كنانة من جهة ، وقيس عيلان وأحلافها من جهة ، قال ابن كثير في البداية والنهاية: وإنما سمي يوم الفجار بما استحل فيه هذان الحيان كنانة وقيس عيلان من المحارم بينهم ، وقيل لأن البراض قتل عروة في الشهر الحرام. وقد ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى سبب تلك الحرب وتاريخها فأخرج بسنده من حديث إبراهيم التيمي وعبد الله بن يزيد الهذلي عن يعقوب بن عتبة الأخنسي قال : كان سبب حرب الفجار أن النعمان بن المنذر بعث بلطيمة له إلى سوق عكاظ للتجارة وأجارها له الرحال عروة بن عتبة بن جابر بن كلاب فنزلوا على ماء يقال له أوارة فوثب البراض بن قيس أحد بني بكر بن عبد مناة بن كنانة وكان خليعا على عروة فقتله وهرب إلى خيبر فاستخفى بها ، وبلغ قيسا الخبر آخر ذلك اليوم ، فنادى المنادي بينهم ميعاد ما بيننا وبينكم هذه الليالي من قابل وأنا لا نأتلي في جمع ، فمكثت قريش وغيرها من كنانة وأسد بن خزيمة ومن لحق بهم من الأحابيش ، سنة يتأهبون لهذه الحرب وتأهبت قيس عيلان ثم حضروا من قابل ، فالتقوا فكانت الدبرة أول النهار لقيس على قريش وكنانة ومن ضوى إليهم ثم صارت الدبرة آخر النهار لقريش وكنانة على قيس فقتلوهم قتلا ذريعا حتى نادى عتبة بن ربيعة يومئذ إلى الصلح فاصطلحوا على أن عدوا القتلى وودت قريش لقيس ما قتلت فضلا عن قتلاهم ووضعت الحرب أوزارها فانصرفت قريش وقيس. انتهى منه باختصار شديد .
قال ابن كثير في تاريخه: وكان القتال فيه في أربعة أيام يوم شمطة ويوم العبلاء وهما عند عكاظ ويوم الشرب وهو أعظمها يوما وفيه قيد رئيسا قريش وبني كنانة وهما حرب بن أمية وأخوه سفيان أنفسهما لئلا يفرا وانهزمت يومئذ قيس إلا بني نضر فإنهم ثبتوا ويوم الحريرة عند نخلة ثم تواعدوا من العام المقبل إلى عكاظ فلما توافوا نادى عتبة بن ربيعة بالصلح فاصطلحوا.
والحديث عن هذه الحرب يطول وللاستزادة راجع كتب التاريخ كالبداية والنهاية لابن كثير وتاريخ ابن خلدون وطبقات ابن سعد وغيرها .
والله أعلم .