الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وهنا إذا كان غلب على ظنك وجود صور محرمة بالبريد فلا يجوز لك نظرها ولا التسمية عند فتحه عنها، وتلزمك التوبة من ذلك إلا إذا كنت تلفظت بالبسملة لتعودك على النطق بها في جميع عملك دون أن تستحضر أن ما تقوم به حرام فلا إثم عليك، ولا يكون ذلك استهزاء، فإنما الاستهزاء بالقصد ولا يمنع ذلك من التوبة والاستغفار، فالمسلم يشرع له ذلك في كل أحيانه ولو لم يباشر سببا يدعوه إليه لأنه قد يقع في المحرم وهو لا يدري، وقد يفعله وينساه فينبغي أن يكثر من التوبة و الاستغفار أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد قال كما عند ابن حبان: إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة. قال أبو حاتم رضي الله عنه: قوله صلى الله عليه وسلم إنه ليغان على قلبي يريد به يرد عليه الكرب من ضيق الصدر مما كان يتفكر فيه صلى الله عليه وسلم ..فكان يغان على قلبه لذلك حتى كان يستغفر الله كل يوم مائة مرة، لا أنه كان يغان على قلبه من ذنب يذنبه كأمته صلى الله عليه وسلم. وعند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة.
وأما الوساوس التي يقذفها الشيطان في قلبك فأعرض عنها؛ لأن ذلك مما يزيده تمكنا من قلبك فاصرفه بذكر الله وقطع النظر عما يوسوس به. وقد فصلنا القول في أنواع الاستهزاء وحكم كل نوع في الفتوى رقم:2093، وللاستزادة في معرفة حكم مشاهدة الصور المحرمة والدخول على مواقعها والأسباب المؤدية إلى ذلك انظر الفتوى رقم: 6617
والله أعلم.