الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج في تحديد وقت معين للرياضة المباحة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 32273.
ولا حرج في أن يكون ذلك عقب الصلوات ما لم يعتقد أن هذه الرياضة جزء من الصلاة التي سبقتها، وقد ذكرت في سؤالك أن هذا غير مقصود، فلا حرج فيما يفعله هؤلاء الإخوة إن شاء الله.
وأما ممارسة الرياضة في المسجد فجائزة أيضاً إذا كان في منفعة عامة للمسلمين؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على باب حجرتي والحبشة يلعبون في المسجد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه أنظر إلى لعبهم. رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والحبشة يلعبون في المسجد) فيه جواز ذلك في المسجد. وقال بعد أن رد على من ادعى نسخ اللعب بالحراب في المسجد وعلى من ادعى أن اللعب كان خارج المسجد: واللعب بالحراب ليس لعبا مجرداً، بل فيه تدريب الشجعان على مواقع الحروب والاستعداد للعدو، وقال المهلب: المسجد موضوع لأمر جماعة المسلمين، فما كان من الأعمال يجمع منفعة الدين وأهله جاز فيه. اهـ
والله أعلم.