الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأذان الأول قبل صلاة الفجر سنة ، ليستيقظ من يريد أن يقوم الليل ، وهو أذان لا يوجب الصلاة ، ولا يحرم طعاما على صائم ، فقد أخرج الشيخان من حديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهم أنه صلى الله عليه وسلم قال : إن بلالاً يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم ، وكان رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له : أصبحت أصبحت .
وكره بعض أهل العلم الأذان قبل الفجر في رمضان لئلا يلتبس الأمر على الصائمين . قال ابن قدامة في المغني : ويكره الأذان قبل الفجر في شهر رمضان نص عليه أحمد ، في رواية الجماعة ، لئلا يغتر الناس فيتركوا سحورهم . وقال طائفة بكراهة الاذان قبل الفجر ،إلا لمن له مؤذنان يخصص أحدهما للأذان قبل الفجر والأخر للأذان بعده . ففي المغني : وقال طائفة من أهل الحديث : إذا كان له مؤذنان ، يؤذن أحدهما قبل طلوع الفجر ، والآخر بعده ، فلا بأس لأن الأذان قبل الفجر يفوت المقصود من الإعلام بالوقت ، فلم يجز : كبقية الصلوات ، إلا أن يكون له مؤذنان يحصل إعلام الوقت بأحدهما .
وانطلاقا من هذه النصوص فإذا كان تطبيق أذانين للفجر سيحدث بلبلة وخاصة في رمضان -كما قال مؤذنك- أو أنه سيؤدي إلى إثارة فتنة أو تدخل سلطات الأمن ونحو ذلك.. فالذي نراه صوابا هو ترك هذا الأذان اعتمادا على ما ذكرناه من النصوص وسدا لباب الفتن .
والله أعلم .