الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لايجوز للمسلم أن يزور شيئاً لنفسه أو لغيره، من أجل التوصل إلى ما يريد من مال أو منصب ومكانة، لما في ذلك من الغش والكذب المحرمين بنصوص الكتاب والسنة، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غش فليس مني . وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ {التوبة:119}. وروى ابن حبان في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار. والواجب عليك الآن أن تتوب إلى الله تعالى مما فعلت وذلك بالندم عليه والعزم على عدم العودة إليه، والله تعالى يقبل توبة التائبين، قال عز وجل: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}. وما دمت تقوم بالعمل المنوط بك على الوجه المطلوب دون تقصير أو تفريط، فلا نرى مانعاً من الاستمرار فيه على هذا الوجه، كما لا يجب عليك إخبار صاحب العمل بما حصل منك. دفعاً للضرر الذي قد ينزل بك، فالقاعدة أنه لا ضرر ولا ضرار. وراجع الفتوى رقم:53418.