الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالغش ذنب قبيح وفيه جناية على الدول وعلى المجتمع، وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم نهيا مطلقاً قال: ومن غشنا فليس منا. أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة، وفي رواية لمسلم أيضاً: من غش فليس منى.
والغش في الامتحان يبطل الحكمة المرادة من الامتحان، ويجعل الكسول والبليد وغير المستحق يفوز على حساب المواظب والذكي والمستحق، وفي ذلك من الظلم واختلال المصلحة ما لا يخفى.
وكونك تفهمين المادة التعليمية جيداً، لا يبرر لك الغش، بل يجعلك أحرى بالبعد عنه، لأنه إذا كان غير مسموح به لمن هو محتاج إليه لجهله بالمادة، فحري به أن يمنع لمن يعرف المادة جيداً.
والعقبات التي يضعها اليهود في طريقكم كطلاب مسلمين لا تبرر لكم الغش أيضاً، لأنكم ملزمون بالخضوع لقوانين الدولة التي تحكمكم، وقد أخذت عليكم العهد بذلك، ولو كانت تلك الدولة تعاملكم أسوأ معاملة، بل ولو عاملتكم معاملة الأسرى، فإن خيانة الأسرى لمن ائتمنهم لا تجوز، كما نص عليها أهل العلم، ذكر العلامة خليل بن إسحاق عاطفاً على بعض المحظورات التي كان يعدها، قال: وخيانة أسير ائتمن طائعاً ولو على نفسه.
والله أعلم.