الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن كان أثناء الصلاة واحتاج إلى مسك يد الولد الصغير أو حمله فلا شيء عليه في ذلك، لما روى أحمد وأبو داود والنسائي عن أبي قتادة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي يحمل أمامة أو أميمة بنت أبي العاص وهي بنت زينب يحملها إذا قام، ويضعها إذا ركع حتى فرغ.
والتبسم إن كان لم يبلغ درجة الضحك فلا بأس به، مع أن أهل العلم قد كرهوا تعمده، وراجعي فيه فتوانا رقم: 6403.
وعليه، فلا حرج فيما تفعلينه لبنتك أثناء الصلاة، والأفضل ترك التبسم لها.
وتأخير الصلاة عن وقتها لا يباح إلا لعذر. قال تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم: 59}.وقال: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون: 4-5}.
فإذا كان بإمكانك أداء الصلاة في وقتها ولو بحمل البنت في بعض الأحيان أثناء الصلاة، أو بشغلها بشيء، أو تنويمها أو غير ذلك فلا يجوز لك التأخير، وإن عجزت عن أداء الصلاة بجميع الوسائل فلا شك أن ذلك يعتبر عذرا يسقط عنك الإثم في التأخير.
ونلاحظ هنا أن الذي يعد تأخيرا إنما هو الصلاة خارج الوقت المختار، وأما الصلاة في الوقت المختار فلا تعد تأخيرا ولو كانت في آخره.
والله أعلم.