الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على هذين الشابين قطع العلاقة التي بينهما، لأنها محرمة، وقد تجر إلى الوقوع في الزنا والعياذ بالله، ودعوى أنه لا يمكنهما قطع هذه العلاقة دعوى فاسدة غير مقبولة شرعا ولا عقلا، بل هي من تلبيس الشيطان ومضلات الهوى، وينبغي لمن أراد حج بيت الله الحرام أن يتوب إلى الله من كل ذنب، ويخلص نيته لله حتى يكون حجه مبرورا وسعيه مشكورا، ولكن لو قدر أن هذه الفتاة حجت مع بقاء هذه العلاقة فالحج صحيح.
ولا يبطل الحج بعد الإحرام به إلا إذا ترك الحاج الوقوف بعرفة أو ارتد أو وقع منه جماع قبل التحلل الأول. قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: وإن ارتد في أثناء نسكه فسد إحرامه، فيفسد نسكه كصومه وصلاته؛ وإن قصر زمن ردته ولا كفارة عليه ولا يمضي فيه، ولو أسلم لعدم ورود شيء فيهما، بخلاف الجماع فإنه وإن فسد به نسكه لم يفسد به إحرامه حتى يلزمه المضي في فاسده. اهـ.
والله أعلم.