الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الوسوسة مرض يعرض لبعض الناس ويزول بالصبر والمجاهدة، ونحمد الله عز وجل الذي عافاك منه ونسأله سبحانه أن يتم ذلك عليك إنه جواد كريم.
والتغلب على هذه الوسوسة بالكلية سواء كانت في العبادة أو في الأفكار أو غيرهما يكون بصدق الالتجاء إلى الله تعالى، واللهج بالدعاء والذكر ليكشف الضر ويدفع البلاء، وليطمئن القلب. قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ [ سورة النمل: 62]. وقال تعالى:الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [ سورة الرعد: 28].
وعن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثا. قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. رواه مسلم.
ومما يعين المرء على طرد الوسواس علاوة على ما سبق:
1- ذكر الله تعالى في كل حال، فقد روى أبو يعلى عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان وضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله خنس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس.
2- قراءة القرآن وخاصة قراءة المعوذتين.
3- الدعاء واللجوء إلى الله.
4- الإكثار من الطاعات.
5- البعد عن الذنوب والمعاصي.
والله أعلم.