الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يرزقك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، وييسر لك التوبة من هذه العادة السيئة التي فيها كثير من المضار في الدين والدنيا. وراجعي الفتوى: 7170.
ولعلك تتخلصين منها إذا صدقتِ العزم على التوبة، وأخلصتِ الدعاء لله تعالى، فإنه سبحانه من صدقه وفقه للخير. قال تعالى: فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {محمد: 21}.
ولا يجب عليك الموافقة على هذا الشاب بخصوصه، ولكن إن كان على ما ذكرت من كونه صاحب دين وخلق، وحافظًا لكتاب الله، فننصحك بقبوله زوجًا، فمثله حثَّ الشرع على قبوله، كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. قال المناوي في فيض القدير: "فزوجوه"، ندبا مؤكدًا. اهـ.
والرجل المستقيم إذا أحب المرأة أكرمها، وإن أبغضها لم يُهِنْها، والفوارق المادية أو الاجتماعية وغيرها لا تمنع شرعًا من الزواج من الرجل.
وننبه إلى أهمية الاستخارة في الزواج، وفي الأمور كلها، فهي تفويض من المرء لربه، ليختار له ما هو أصلح له في معاشه ومعاده، ولا شك في أن اختيار الله -عزَّ وجلَّ- أفضل للمرء من اختياره لنفسه. وانظري في الاستخارة الفتويين: 19333، 123457.
والله أعلم.