الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليست استخارتك باطلة، بل ما كنتِ تفعلينه هو الصواب، فاستمري عليه، ولا تدعي الاستخارة، لكن اعلمي أن الاستخارة وحدها لا تكفي، فينبغي الأخذ بالأسباب، والتحري الدقيق، واستشارة ذوي الرأي والخبرة. ولا بد أن تستفيدي من هذا الدرس، فتسألي جيدًا، وتدققي قبل الدخول في أي عمل، وإن كنتِ قد تلبستِ بمحرم، فيكفيكِ التوبة والندم على ما فعلتِ. ولا بد أن تعلمي أيضا أن الاستخارة مشروعة في الأمور المباحة، فلا استخارة في أمر واجب أو مندوب، لأنه مأمور بفعلهما بلا استخارة، كما لا استخارة في حرام أو مكروه، لأنه مأمور بتركهما بلا استخارة، جاء في فتح الباري لابن حجر -رحمه الله-: والحرام والمكروه لا يستخار في تركهما. انتهى.
ثم إنكِ لم تبيني طبيعة هذا العمل، ولا دوركِ فيه لنفتيكِ عما إذا كان ما قبضتهِ حلالًا أو حرامًا، وما إذا كان يلزمكِ التخلص من كل المال أو بعضه، أو لا يلزمكِ الصدقة بشيء أصلاً. ففي السؤال غموض لا يمكننا معه تحديد ما يلزمكِ، فإن أردتِ زيادة توضيح، فأعيدي إرسال السؤال موضحة طبيعة هذا العمل.
والله أعلم.