الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن علينا أن نحسن الظن بالمسلمين، وخاصة إذا كانوا من أهل الخير والصلاح حسبما يبدو لنا، فإن الظاهر مرآة الباطن، وقد نهانا الله عز وجل عن سوء الظن، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات: 12].
ولهذا، فإن من السنة تغطية وجه الميت، قال ابن العربي: إنما أمر بتغطية وجه الميت، لأنه ربما يتغير وجهه تغيراً وحشياً من المرض فيظن من لا معرفة له ما لا يجوز من سوء الظن به.
وقد ذكر أهل العلم أمارات لحسن الخاتمة، منها: أن يكون آخر كلامه لا إله إلا الله، ومنها: الموت يوم الجمعة وعرق الجبين، وقالوا: ليس معنى ذلك أن الخلو من هذه الأمارات دليل على سوء الخاتمة.
والمؤمن دائماً يرجى له الخير ويحسن به الظن، وخاصة إذا كان مستقيماً فاعلاً للخير، وعلى ذلك، فإن ما ذكرت عن هذه المرأة لا يدل على سوء خاتمتها، وله محامل أخرى يمكن أن يحمل عليها.
والله أعلم.