الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمرأة مطالبة ومرغبة في أداء الصلاة في أبعد مكان عن الأعين، وأشدها سترًا لها، فلذلك كان آخر الصفوف خيرا لها بخلاف الرجل، وكانت صلاتها في قعر بيتها، بل في أخفى مكان منه أفضل لها، ففي سنن أبي داود عن عبد الله بن مسعود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها. وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.
وقال أحمد الصديق الغماري في كتابه الهداية في تخريج أحاديث البداية (بداية المجتهد لابن رشد): وروى أبو داود والبيهقي من حديث ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها.
وروى أحمد والحاكم والبيهقي والقضاعي في مسند الشهاب، من حديث أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خير مساجد النساء قعر بيوتهن.
وروى البيهقي، والقضاعي، والديلمي، من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما صلت المرأة صلاة أحبّ إلى الله من صلاتها في أشد بيتها ظلمة. اهـ.
فعلى هذا من الأفضل أن تصلي زوجتك في مكان لا يراها فيه أجنبي، لكن يجوز لها أن تصلي في غرفة مع وجود ابن أختك البالغ، سواء كان نائمًا، أو مستيقظًا، بشرط أن تكون مستترة في كامل حجابها.
والله أعلم.