الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلنبدأ بما قام به المعلم من تحديد موضوعي الامتحان، فإن لم تكن لوائح الامتحانات تخول له ذلك - وهو الغالب-؛ فهو بهذا التصرف مخالف للشرع، وهو نوع من خيانة الأمانة، فإن هذا يتنافى مع المقصود من الامتحان من تقييم الطلاب، والتمييز بينهم، بل يتساوى بذلك الكسول مع المجتهد، والمضيع مع المحصل، وقد يفوقه في الدرجة والتقدير، وهذا من الظلم البين، وهو من أسباب الفساد.
وما كان منك من استفادة من تصرف هذا المعلم إن لم تكوني طلبتِه منه، أو من زميلتك؛ فلا يعتبر غشا، ولا إثم عليك فيه -فيما يظهر لنا-؛ لأن ذلك لم يكن بسعي منك، أو تعمد له، لا سيما وأن المعلم قد يغير رأيه، ويأتي بغير هذين الموضوعين في الامتحان.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن الطالب في قاعة الاختبار، يسمع بلا قصد منه إجابة سؤال ممن حوله من الطلبة لم يكن يعرفه. فهل يجوز له كتابته أم لا؟
فأجاب، بأن ذلك جائز، لأنه لم يتعمد الإثم والمخالفة. اهـ.
وعلى كل، فلا تشغلي نفسك بالتفكير فيما كان في الماضي -وخاصة مع طول المدة-، واحرصي على التركيز في دراستك الآن، والاجتهاد فيها.
والله أعلم.