الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا الشعور والندم دال على صدق توبتك، فالندم توبة، كما في الحديث الذي أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وأخرج البيهقي في الشعب عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لها: إن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله، فإن التوبة من الذنب: الندم والاستغفار. والحديث صححه الألباني.
والغش في الاختبار من الذنوب العظيمة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: من غش فليس مني. رواه مسلم. لكن من تاب؛ تاب الله عليه.
وأما خوفك من تأثير ذلك على حل عملك وما تكسبه منه؛ فالجواب: أنه لا يؤثر عليه إذا كنت تؤديه على الوجه المطلوب. وبمثل ذلك أجاب الشيخ ابن عثيمين في لقاء الباب المفتوح فقال: إذا كان الطالب ينجح بغش، فما قبل الشهادة تكفي فيه التوبة، فمثلًا: نجح في السنة الأولى والثانية والثالثة -هذا في الثانوي- لكن في الثالثة لم يغش، غش في الأولى والثانية، وفي الثالثة لم يغش، ونجح بصدق، نقول: هذا يكفيه أن يتوب إلى الله؛ لأن الوظيفة -مثلاً- مترتبة على الشهادة، والشهادة نزيهة، وكذلك لو تخرج من الكلية، وكان يغش في الأولى والثانية والثالثة، لكن في الرابعة كان الاختبار نزيهًا، فهذا يكفيه أن يتوب، ولا إشكال فيه عندنا إن شاء الله تعالى، أن ما يأخذه ويتقاضاه من الراتب المبني على هذه الشهادة حلال له، ما دامت الشهادة نزيهة. اهـ
والله أعلم.