الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمد إنما يكون على الألف التي بين اللام والهاء من لفظ الجلالة (الله) وهذا المد الأصل فيه أنه مستحب في تكبيرات الانتقال لا في تكبيرة الإحرام، وأكثر هذا المد هو سبع ألفات أي أربع عشرة حركة، وهذا أكثر ما نقل في المد عن القراء فلا ينبغي الزيادة عليه. وإذا زاد ألفا بعد الباء -أي أحدث مدا- في لفظ (أكبر) بطلت الصلاة لأن زيادة حرف يغير المعنى في التكبير مبطل للصلاة، وانظر الفتوى رقم: 20499.
قال العلامة ابن حجر الهيتمي -رحمه الله تعالى- في شرح مسائل التعليم: ويضر فيه الإخلال بحرف من غير الألثغ، وزيادة حرف يغير المعنى كمد همزة الله، وزيادة الألف بعد الباء، وتشديدها، وزيادة واو قبل الجلالة، لا تشديد الراء من أكبر، وكذا إبدال همزة أكبر واواً، أو كافه همزة من جاهل لكن يلزمه تعلم مخرجهما، وكذا ضم راء أكبر مطلقاً على المعتمد. انتهى.
وقال الرملي في النهاية: وتضر زيادة حرف يغير المعنى كمد همزة الله وألف بعد الباء لأنه يصير جمع كبر بالفتح وهو الطبل الذي له وجه واحد... ولو زاد في المد على الألف التي بين اللام والهاء إلى حد لا يراه أحد من القراء وهو عالم بالحال فيما يظهر ضر. انتهى.
وقال ابن حجر في التحفة: مادا التكبير إلى استقراره في الركوع لئلا يخلو جزء من صلاته عن ذكر، وكذا في سائر الانتقالات حتى في جلسة الاستراحة فيمده على الألف التي بين اللام والهاء لكن بحيث لا يتجاوز سبع ألفات لانتهاء غاية هذا المد من ابتداء رفع رأسه إلى تمام قيامه.
وقال العلامة المرغيناني في الهداية: ويحذف التكبير حذفا لأن المد في أوله خطأ من حيث الدين لكونه استفهاماً، وفي آخره لحن من حيث اللغة.
وقال الإمام ابن مفلح في الفروع: ولا تنعقد إن مد همزة الله، أو أكبر، أو قال "أكبار" (و) ولا يضر لو خلل الألف بين اللام والهاء، لأنه إشباع، وحذفها أولى لأنه يكره تمطيطه. انتهى.
والله أعلم.