الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تتوب إلى الله تعالى من لعبك بتلك اللعبة المشتملة على محاذير شرعية ـ كما ذكرت ـ ومن شروط التوبة الكف عن المعصية، والندم عليها، والعزيمة ألا يعود إليها، مع الاستغفار منها، ومهما كانت الذنوب فعلى المرء أن لا يقنط من رحمة الله، لأن الله يغفر الذنوب جميعا، قال تعالى: قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وأما سؤلك حول الإثم بتصوير غيرك للعبة وهل تكون ناشرا لها بسبب ذلك؟ فالجواب أن إثم ذلك إنما يكون على من فعله، وهذه الأسئلة أقرب للوسوسة، فأعرض عنها جملة وتفصيلا، والتقليل من الاشتغال بتلك الألعاب في الجملة، حتى ولو كانت مباحة، فليس فيه كبير فائدة، واعمر وقتك بما ينفعك في معاشك أو معادك، ولا تسترسل مع الوساوس والشكوك، لأن عاقبة ذلك وخيمة.
قال العلامة ابن حجر الهيتمي - رحمه الله - في الفتاوى الفقهية الكبرى لما سئل عن الوسواس، وهل له من دواء، فقال: له دواء نافع، وهو الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك، لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرّب ذلك الموفّقون. انتهى
والله أعلم.