الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالطعن في السنة، والتشكيك في حفظها، ومنهجية تدوينها: مرتع وخيم، ومدخل واسع للطعن في الدين نفسه، وقد حرص على ذلك أعداء الإسلام من المستشرقين وأذنابهم، وكان من جملة افتراءاتهم وما أصَّلوا به لذلك؛ أن قالوا إن تدوين السنة تأثر بتوجهات الخلفاء والملوك من قديم، وزعموا أن ذلك ظهر بوضوح بعد عصر الخلافة الراشدة، بداية من دولة بني أمية، فحصل التحريف للأحكام والوضع في الحديث لأغراض سياسية واجتماعية. وادَّعَوا أنهم عاونهم على ذلك العلماء والرواة، فوضعوا الحديث على هوى الأمراء.
هذه خلاصة دعواهم الكاذبة، وهم يعتمدون في إثبات ذلك على روايات باطلة! وأحيانا على ليِّ عنق رواية صحيحة، فيحملونها على غير معناها، ويصرفونها إلى غير وجهتها!
وكان من أشهر وأخطر وأخبث هؤلاء المستشرقين: المستشرق المجري «جولدتسيهر» وهو حامل لواء هذه الشبهة، وعنه ينقل كثير من المعاصرين، دون تمييز ولا تمحيص.
وبيان ذلك يحتاج إلى سرد وتفصيل، وإيراد وردٍّ، ولذلك نحيل السائل على كتاب الدكتور مصطفى السباعي (السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي)
والله أعلم.