الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا الرجل -الذي أوردت بسؤالك من حاله ما ذكرت-؛ دجال كذاب، أو ساحر أفاك، فالأخيار الأتقياء لا يزكون أنفسهم بأنهم أصحاب هبة من الله، فهم على علم ودراية بقوله تبارك وتعالى: هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى {النجم:32}، ولا يمكن لشخص يخاف الله أن يطلب منك صورة تبرزين فيها ما لا يحل له رؤيته منك.
فلا يجوز سؤال الرجل فضلا عن تصديقه؛ فتصديقه فيما يقول أعظم خطرا، روى مسلم عن صفية عن بعض أزواج النبي -رضي الله عنهن- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
والواجب عليكم منعه من التواصل معكم، وإذا أصر على الاستمرار في التواصل معكم، فينبغي تهديده برفع أمره للجهات المسؤولة، فإن انتهى فذاك، وإلا فارفعوا أمره إليها.
والذي يملك أمركم هو الله، فالتجئوا إليه، واعتصموا به، وتحصنوا بذكره، وخاصة بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، ولا يستطيع هذا الرجل أن يضركم بشيء، قال تعالى: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ {البقرة:102}، وروى أحمد والترمذي وابن ماجه عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من قال: بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي.
وإن غلب على ظنكم إصابتكم بشيء من السحر ونحوه، فعليكم بالرقية الشرعية، والأفضل أن يرقي كل منكم نفسه ما أمكنه ذلك، فإن احتاج للاستعانة بالغير؛ فلا حرج في ذلك بشرط تحري أهل العقيدة السليمة والاستقامة في القول والعمل، وهم متوافرون والحمد لله.
وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 4310، والفتوى: 7976.
والله أعلم.