الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق تفصيل القول في حكم استئذان الوالدين للسفر في طلب العلم، فراجع الفتوى: 102254.
وعلى كل، إن أذنت لك أمك، فلا حرج عليك في السفر. وليس من الغريب أن تبكي أمك حال وداعك حزنا على فراقك لها.
والحديث المذكور متعلق بخروج هذا الرجل إلى الجهاد وهو غير متعين عليه، فلم يجز له الخروج بغير إذن والديه.
قال الخطابي في معالم السنن تعليقا على هذا الحديث: قلت: الجهاد إذا كان الخارج فيه متطوعا، فإن ذلك لا يجوز إلاّ بإذن الوالدين.
فأما إذا تعين عليه فرض الجهاد، فلا حاجة به إلى إذنهما، وإن منعاه من الخروج عصاهما، وخرج في الجهاد. اهـ.
ونوصيك إن سافرت بالتواصل مع أمك، وتفقد حالها، وتطييب خاطرها، وألا تطيل الغيبة متى ما أمكنك ذلك.
والله أعلم.