الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أن أنفع الحلول للمشاكل مهما عظمت وتفاقمت هو أن تعالج بتحكيم شرع الله تعالى في كل جوانبها، مع التحلي بالصبر والحكمة وضبط الأعصاب، فعليك أولاً أن تصلح ما بينك وبين ربك بالتوبة إليه والإنابة وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فإذا فعلت ذلك، فالله سيصلح لك أمرك، ويصلح ما بينك وبين أهلك، وستكون محل ثقة عندهم وموضع تقدير واعتبار، وتستطيع بذلك فرض ما تريده وتمريره، وعليك مع ذلك أن تكون حازماً صارماً في إحقاق الحق وإقامة القسط، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ [ النساء: 135].
ولا تسمح لأهلك بظلم زوجتك، ولا تسمح لزوجتك أن تظلم أهلك وتتدخل فيما بينك وبينهم، وأفهمها جيداً أن هنالك فرقاً كبيراً بينها وبين والديك، فوالداك يجب عليك طاعتهما وبرهما بالمعروف.
وأما زوجتك، فيجب عليها طاعتك بالمعروف، ولا تجب عليك طاعتها، وقد أجبنا عن سؤالك السابق فراجعه.
والله أعلم.