الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك تنفيذ المشروع وبيعه للطلبة ليقدموه بأسمائهم على أنهم هم من أنجزوه؛ لكون ذلك من التزوير المحرم والغش الممنوع، وما ذكرته من كون الجامعة لا تؤهلهم التأهيل اللازم، وأن أكثر الطلبة لا يستطيع إنجاز المطلوب لضعف مستواه، وأنك لو لم تتعاون مع الطلبة، فسيتعاون معهم غيرك، فكل هذه الأسباب لا تبيح لك الدخول في محرم، والتعاون مع الغاش المزور على غشه وتزويره. وقد قال الله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}. وقال النبي صلى الله عيه وسلم: من غشنا فليس منا. رواه مسلم.
والطالب الذي ينجح بالغش والتزوير سيعطى شهادة وبموجبها يتولى مسؤولية، إما في التعليم أو الطب أو الهندسة أو غير ذلك، وكيف سيكون حاله في تلك المسؤوليات، وهو جاهل، إنما يحمل شهادة مزورة قد أخذها بالغش والكذب وشراء البحوث والمشاريع، هذا ظلم لنفسه، وظلم وخيانة لعموم الأمة.
فاتق الله، ولا تكن طرفا في ذلك، وانصح الطلبة، وبين لهم حرمة ما يفعلون، وأن تقصير الجامعة لا يبيح ذلك الفعل المحرم، فليطالبوا الجامعة بما يجب عليها، وليدرسوا حتى يقدروا على إنجاز المشاريع المطلوبة بأنفسهم، ويمكنك أن تعينهم بأن تعلمهم كيفية إنجاز المشروع، وتأخذ منهم أجرا على ذلك، لا أن تتولى أنت إنجاز المشروع عنهم.
والله أعلم.