الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعند افتراق الزوجين تكون حضانة الأولاد الصغار لأمهم ولو كانت ناشزاً، ما لم يكن بها مانع من موانع الحضانة، وانظر الفتوى: 73318.
وإذا حصل تنازع في مسائل الحضانة وما يتعلق بها من رؤية المحضون، وكون الحاضنة مأمونة على الطفل، أو غير مأمونة ونحو ذلك، فمرده إلى المحكمة الشرعية للفصل فيه.
فإذا رأيت أنّ زوجتك غير مأمونة على حضانة الأولاد، فارفع الأمر للقضاء لينزع عنها الحضانة.
وعلى أية حال، فإن عليك مراعاة أولادك، والحرص على تأديبهم وتعليمهم سواء كانوا في حضانتك، أو كانوا في حضانة أمّهم.
فقد جاء في مواهب الجليل في شرح مختصر خليل: هَذَا نَحْوُ قَوْلِهِ فِي الْمُدَوَّنَةِ: وَلِلْأَبِ تَعَاهُدُ وَلَدِهِ عِنْدَ أُمِّهِ، وَأَدَبُهُ، وَبَعْثُهُ لِلْمَكْتَبِ، وَلَا يَبِيتُ إلَّا عِنْدَ أُمِّهِ. اهـ.
فإذا فعلت ما تقدر عليه من تأديب أولادك، وتعليمهم الصلاة وغيرها من الفرائض والأخلاق الحسنة، فقد قمت بما عليك من المسؤولية.
والذي ننصحك به أن تراجع زوجتك، وتسعى في استصلاحها؛ فلعلك -إن شاء الله تعالى- تسعد بصلاحها وصلاح أولادك ونشأتهم في أسرة مترابطة، وراجع الفتوى: 157951.
والله أعلم.