الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فننبهك أولا إلى بعض ما ذكرته من أمور العقيدة، فأما حديث: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري... فشرحه مستوفى في الفتوى: 383803.
وأما ما يتعلق بالعرش، فالله مستو عليه استواء يليق بجلاله، وهو سبحانه غني عن العرش وعن كل ما سواه، فالعرش محمول بقدرة الله، قال شيخ الإسلام في الجواب الصحيح: فإذا كان العبد فقيرا إلى ما استوى عليه، يحتاج إلى حمله. وكان الرب - عز وجل - غنيا عن كل ما سواه، والعرش وما سواه فقيرا إليه، وهو الذي يحمل العرش وحملة العرش، لم يلزم إذا كان الفقير محتاجا إلى ما استوى عليه أن يكون الغني عن كل شيء وكل شيء محتاج إليه - محتاجا إلى ما استوى عليه. وليس في ظاهر كلام الله - عز وجل - ما يدل على ما يختص به المخلوق من حاجة إلى حامل وغير ذلك، بل توهم هذا من سوء الفهم، لا من دلالة اللفظ. اهـ.
وقال في موضع آخر - كما في الفتاوى - : الله تعالى غنيٌّ عن كلّ شيء، لا يفتقر إلى العرش ولا إلى غيره من المخلوقات، بل هو بقدرته يحمل العرشَ وحَمَلَتَه، وكذلك هو العليّ الأعلى الكبير العظيم الذي لا تُدركه الأبصارُ وهو يدرك الأبصارَ، وهو سبحانه أكبر من كل شيءٍ. اهـ. وانظر لمزيد الفائدة الفتوى: 41473.
وعليك أن تطلب العلم حسب طاقتك، وتجتهد في تحصيله من مظانه، فتقرأ ما يتعين عليك تعلمه من العقيدة الواجبة، وما يجب تعلمه على الفور من أحكام الفقه؛ كالطهارة والصلاة والصيام، وإن كان لك مال فعليك أن تتعلم أحكام الزكاة، وإن كنت تبيع وتشتري فعليك أن تتعلم أحكام البيع وهكذا، ولا يجوز لك التقصير في طلب العلم بحال، وانظر الفتوى: 170405.
والعلماء وطلبة العلم الجيدون منتشرون بحمد الله في كل مكان، وهم متوفرون في بلدك بلا شك، ولكن عليك أن تبذل وسعك في البحث عمن ينتسب إلى السنة من طلبة العلم والمشايخ، وتلزمه لتنتفع به، وفي الأزهر وعلمائه خير كثير، فاستفد من كل من عرف بالعلم والعقيدة الصحيحة وانتسب إليه، وإن بدا لك خطأ فإن الخطأ لا يكاد يسلم منه أحد فاجتنبه وخذ ما تعرف من الصواب، وقد قال معاذ رضي الله عنه: إن الحكمة والإيمان مكانهما فمن ابتغاهما وجدهما.
فإياك والتقصير في طلب العلم وتحصيله، فإنما تنال النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة بتعلم العلم النافع، واستعن بالمواقع الموثوقة والكتب النافعة السهلة الأسلوب للعلماء الموثوقين؛ ككتب وتصانيف العلامة ابن عثيمين رحمه الله، وادع إلى الله، وعلم الناس ما تتعلمه بحسب طاقتك وجهدك، واستعن بالله واجتهد في دعائه أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح.
والله أعلم.