الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فنحمد الله تعالى على توبتك من فعل تلك العادة، ونسأله أن يثبتك، ولا حاجة أن تخبر أهلك بأمر الاحتلام، فالأهل يدركون أن الولد إذا بلغ هذه السن ربما يقع منه الاحتلام ويتكرر، فهذا أمر معلوم، وأشغل نفسك بطاعة الله تعالى، وأنت في مقتبل العمر، واحذر أن تملأ صحيفتك بالذنوب والمعاصي، واحرص على الابتعاد عما يثير الشهوة، فإنها من أسباب كثرة الاحتلام، ولو قدر أن ثارت شهوتك، فأشغل نفسك بالطاعة، والذكر، ومجالسة أهل الخير، واجتنب الوحدة، ومصاحبة أهل الفسق، ونوصيك بالسلاح النافع، وهو الدعاء بأن تتضرع إلى ربك، وتدعوه بهذا الدعاء الذي رواه مسلم في صحيحه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ، وَالْغِنَى. اهــ
والله تعالى أعلم.