الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالراجح –والله أعلم- أنّه لا يجب عليك تبليغ السلام ما لم تتحمله، قال العراقي في طرح التثريب في شرح التقريب: قال أصحابنا: ويجب على الرسول تبليغه، فإنه أمانة، ويجب أداء الأمانة، وينبغي أن يقال إنما يجب عليه ذلك إذا التزم، وقال للمرسل إني تحملت ذلك، وسأبلغه له، فإن لم يلتزم ذلك لم يجب عليه تبليغه، كمن أودع وديعة فلم يقبلها. اهـ
وقال ابن حجر في فتح الباري: قال النووي: في هذا الحديث مشروعية إرسال السلام، ويجب على الرسول تبليغه؛ لأنه أمانة، وتعقب بأنه بالوديعة أشبه، والتحقيق أن الرسول إن التزمه أشبه الأمانة، وإلا فوديعة، والودائع إذا لم تقبل لم يلزمه شيء. اهـ
وعليه؛ فإذا لم ترد على الرجل بكلام يقتضي تحملك أمانة السلام، كما لو سكتت، أو قلت له: سلمك الله ونحو ذلك، فأنت حينئذ لم تتحمل، فلا يلزمك البلاغ.
والله أعلم.