الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد فرض الله سبحانه وتعالى على عباده صلة الرحم، وحرم عليهم قطعها. قال تعالى: وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ [الرعد:21]. وقال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ [محمد:22]. والرحم التي تجب صلتها ويحرم قطعها: الآباء والأجداد وإن علوا.. والأبناء وأبناؤهم وإن نزلوا، والإخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات ومن في منزلتهم من المحارم. وما عدا ذلك فتستحب صلته، ولا تجب على الراجح من أقوال أهل العلم. وعليه، فزوجة خالك ليست من ذوي الأرحام التي تجب صلتها -إذا لم تكن لها قرابة أخرى تستحق بها وجوب الصلة- وإنما تستحب صلتها. وأما قذف المسلم واتهامه بارتكاب الفواحش، فإنه من كبائر الذنوب وعظيم الموبقات، فقد قرنه النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك والسحر وقتل النفس وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف، جاء ذلك في الصحيحين، مما يدل على أن هذا الأمر عظيم ولا يجوز للمسلم أن يتلفظ بشيء من ذلك، ما لم تكن هناك بينة واضحة لا تحتمل التأويل. ولهذا خص الله تعالى الحكم على هذا النوع من الجرائم برؤية أربعة شهداء رؤية لا تحتمل التأويل. وننصح الأخت السائلة بكف لسانها وصونه عما لا ينبغي، لأن الحديث عنه فيه من الضرر عليها وعلى المجتمع ما لا يخفى. وإذا كانت لا ترتاح لزوجة خالها لقلة حيائها أو ما أشبه ذلك، فعليها أن تتجنبها. نسأل الله لنا وللجميع الهداية والتوفيق.
والله أعلم.